دعا الممثل المقيم للأمم المتحدة ـ منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، فجر اليوم الأربعاء، إلى هدنة إنسانية فورية في محافظة تعز، وسط البلاد، والتي تشهد قتالا عنيفا بين المقاومة الشعبية الموالية للحكومة من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من جهة أخرى.
وذكر المسئول الأممي، في بيان، إنه يشعر “بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن التوتر المتزايد في محافظة تعز، خصوصا المتعلقة بالتعزيزات لإغلاق مدينة تعز، إضافة إلى التصعيد في الأعمال القتالية في منطقة الصراري”، جنوبي غرب المدينة.
وقال” أذكر جميع أطراف النزاع بضرورة امتثالها لواجباتها في ظل القانون الإنساني الدولي، الذي يوجب الوصول الإنساني الدائم غير المشروط إلى جميع الأشخاص المحتاجين للمساعدة”.
وشدد المسؤول الأممي على أنه “من غير المقبول احتجاز المدنيين رهائن، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية”، مؤكدا أنه “على كافة الأطراف التي تنتهك القانون الإنساني الدولي أن تدرك بأنها قد تكون عرضة للمساءلة”.
ودعا كافة أطراف النزاع للموافقة الفورية على هدنة إنسانية لحماية المدنيين والعمل مع الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في تسهيل العلاج والإخلاء لجرحى الحرب، وكذلك في إيصال الاحتياجات الطارئة من الأدوية والمساعدات الأخرى المنقذة للأرواح.
وجاءت الدعوة الأممية في أعقاب معارك عنيفة اندلعت بين المقاومة والحوثيين، وانتهت بسيطرة حلفاء الحكومة، فجر الثلاثاء، على بلدة” الصراري”، أحد أبرز معاقل الحوثيين في جبل صبر، جنوب مدينة تعز، وسط اليمن.
ويقول الحوثيون، إن المقاومة قامت بتهجير أنصارهم في تلك البلدة، ومن أجل ذلك سارعوا بالترحيب بالدعوة التي أطلقها الممثل المقيم للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في تعز.
ودعا رئيس ما يسمى بـ” اللجنة الثورية العليا”، محمد علي الحوثي، المسئول الأممي إلى “الضغط على أمريكا وحلفائها”، لفتح ممرات آمنة للمدنيين والجرحى في بلدة الصراري أو غيرها، وفقا لوكالة الأنباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتقول المقاومة، إن الحوثيين استقدموا عناصر مسلحة من خارج المحافظة مزودين بأسلحة ثقيلة، وأقاموا معسكراً تدريبياً لعناصرهم في بلدة” الصراري” الريفية، وحاولوا فتح جبهة جديدة من خلف ظهر المقاومة، وهو ما جعلهم يهاجمونها.
ولجأ الحوثيون الذين يحكمون حصارا خانقا على مدينة تعز من جميع المنافذ، إلى إغلاق المعبر الوحيد الذي كان مسموحا لدخول وخروج المدنيين منه في منطقة”حذران” غربي المدينة، كما حشدوا عددا من مسلحيهم خلال الساعات الماضية في محاولة لاستعادة البلدة التي سقطت في أيدي المقاومة.
وجاءت دعوة المنسق الأممي لهدنة إنسانية في”تعز”، على الرغم من سريان قرار وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة، ودخل حيّز التنفيذ في العاشر من إبريل الماضي، لكن تعرض لسلسلة خروقات، وخصوصا في الأيام الماضية.
أضف تعليق