عربي وعالمي

“طبخة كيري ـ لافروف” : تأجيل مصير الأسد.. وغرفة عمليات عسكرية في عمّان

ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» نقلا عن مصادر أوروبية مطلعة بتفاصيل الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظرائه الأوروبيين، في بروكسل في 18 من الشهر الحالي، لإبلاغهم بما كان توصل إليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو بخصوص حل الأزمة السورية.

ويظهر محضر الاجتماع، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن كيري قال لنظرائه الأوروبيين إن اتفاقه مع لافروف يقوم على مبدأ تجزئة التعامل مع الأزمة السورية على مراحل، تبدأ مرحلتها الأولى بالعمل على التنسيق العسكري بين الطرفين فيما يخص الضربات الجوية ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة، لكن هذا الأمر يتطلب، وفق كيري، الفصل بين مواقع المعارضة المعتدلة ومواقع «النصرة».

ويفيد محضر الاجتماع بأن وزير الخارجية الأميركي يرغب في الحصول من الجانب الروسي على تعهدات بأن يقوم الطرفان بتحديد الأهداف التي سيقصفانها «معا»، الأمر الذي يفهم من الجانب الأميركي على أنه «تقييد» لحركة الطيران الروسي، الذي تتهمه بعض الأطراف الغربية والخليجية بأنه يستهدف أولا مواقع المعارضة المعتدلة قبل أن يستهدف مواقع «داعش» أو «النصرة»، وذلك لمساندة نظام بشار الأسد. وفي إطار تجزئة التعامل مع الملف السوري، شرح كيري لنظرائه أيضًا أن البحث في مصير الأسد «مؤجل إلى مراحل لاحقة»، معيدا التأكيد أن «لا حل في سوريا إلا سياسيا»، وأن لا تفاهم من غير الجانب الروسي.

وأبلغ كيري نظراءه أيضًا أن الاتفاق الأميركي – الروسي ينص على إعادة إحياء المحادثات التي يقودها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن دي ميستورا «يتعرض لضغوط روسية وأميركية» لحمله على الدعوة إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف، وهو ما سارع المبعوث الدولي بإعلانه، أول من أمس، بقوله إنه يأمل في تحقيق هذا الهدف أواخر أغسطس (آب) المقبل.

وتقوم الخطة التي توصل إليها الجانبان الأميركي والروسي، بعد 12 ساعة من المناقشات، على إنشاء «غرفة عمليات مشتركة» في العاصمة الأردنية عمَّان، يكون من صلاحياتها الإشراف على العمليات العسكرية في سوريا. لكن مشكلة موسكو في هذا الطرح، أن لديها منذ أشهر غرفة عمليات مشتركة روسية – إيرانية – سورية في العاصمة العراقية، وأن التنسيق بين قواها والقوى الأميركية سيثير حفيظة طهران.

بدورها، قالت مصادر أوروبية إن اتفاق كيري – لافروف «صعب التنفيذ»، وجل ما يمكن تحقيقه هو منع القصف على بعض مناطق المعارضة، لافتة إلى أن استكمال سيطرة النظام على طريق الكاستيلو ومحاصرته حلب قد جرى بدعم روسي وبعد لقاءات كيري في موسكو، أي بعد التوصل إلى الاتفاق.