دعت واشنطن يوم الأربعاء، جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إلى “المرونة والتعاون البناء” مع الأمم المتحدة في المفاوضات مع الحكومة اليمنية، من أجل التوصل إلى حل للأزمة في اليمن.
وفي بيان أصدرته الأربعاء، حثت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة السفيرة سامنثا باور وفد الحوثييين في مشاورات الكويت على “التعاون بصورة بناءة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق على وجه السرعة”.
ورحبت السفيرة الأمريكية بـ”بقبول الحكومة اليمنية اقتراح الأمم المتحدة ” وأكدت على أن “هناك حاجة لكلا الجانبين في هذا الصراع لإظهار أقصى قدر من المرونة في المفاوضات”.
وأردفت قائلة: “إنني أحث وفدي جماعة الحوثيين والمؤتمر الشعبي إلى العمل بصورة بناءة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق على وجه السرعة”.
وتابعت: “الرهانات على الصراع الذي دام في اليمن لعامين تقريبا لا يمكن أن تكون أعلي من ذلك فقدت أدت الأزمة إلى سقوط الآلاف من الضحايا منذ بدء القتال”.
وحذرت سامنثا باور في بيانها من أن ” الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استخدم الصراع في اليمن من أجل تدعيم قوته ولذلك نقول إن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر علي هذا النحو”.
وأوضحت أنه “في مثل تلك الخلفية يصبح التوصل إلى اتفاق سلام ضرورة ومن المؤسف أن مصير الجولة الحالية من المفاوضات بين الحكومة اليمنية ووفدي الحوثي والمؤتمر الشعبي العام، والتي من المقرر أن تنتهي يوم 7 أغسطس الجاري، سينتهي إلي طريق مسدود”.
وأكدت باور أنه “إذا انتهت العملية السياسية بالفشل، فإن المخاطر ستكون وخيمة، ويجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتمسك بوقف الأعمال العدائية، وإزالة أي عوائق تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى حل سياسي دائم لهذا الصراع”.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، طالب أعضاء مجلس الأمن الدولي بالتحرك وإظهار الدعم اللازم لمسودة الاتفاق الأممية، مشيرة إلى أن خلافا بريطانيا روسيا حال دون صدور بيان للمجلس يطالب الحوثيين بالتعاون مع ولد الشيخ.
وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ”الأناضول”، مفضلة عدم كشف هويتها، أن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أطلع الأربعاء، أعضاء مجلس الأمن (عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من الكويت) على آخر المستجدات المتعلقة بالمشاورات التي انطلقت بين أطراف الأزمة اليمنية في أبريل الماضي”.
وحسب المصادر، وهي بالأمم المتحدة، أكد ولد الشيخ رفض الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح لمسودة الاتفاق الذي تم تقديمها لهما في مشاورات الكويت، والتي وافق عليها الطرف الحكومي.
وتقضي مسودة الاتفاق الأممية، بـ”الانسحاب من العاصمة صنعاء ونطاقها الأمني وكذا الانسحاب من محافظتي تعز (وسط) والحديدة (غرب) تمهيدًا لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يومًا من التوقيع على هذا الاتفاق”.
ووفق ذات المصادر، أخفق أعضاء المجلس –البالغ عددهم 15 دولة- في الاتفاق على مشروع بيان تحدث عنه الوفد البريطاني بالمجلس وطالب فيه جماعة الحوثي وصالح بالتعاون مع المبعوث الأممي.
وعزت المصادر إخفاق المجلس إلى أن السفير الروسي لدي الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، طالب “بضرورة ألا تقتصر دعوة المجلس لجماعة الحوثيين وعلي عبد الله صالح فحسب، وأن تشمل أيضا جميع الأطراف”.
ولم تحقق المشاورات اليمنية التي انطلقت يوم 21 أبريل الماضي، أي جديد في اليوم الرابع من التمديد الذي سينتهي في السابع من الشهر الجاري، مع رفض وفد الحوثيين وحزب صالح للورقة الأممية المقدمة لحل النزاع.
ويتمسك وفد الحوثيين وصالح بحل شامل للأزمة اليمنية يشمل الملف الأمني والسياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها.
أضف تعليق