بعد خمس سنوات فقط من قصف ليبيا للتخلص من الزعيم الليبي معمر القذافي، فإن الولايات المتحدة الآن تقصف البلاد رسميا مرة أخرى، وهذه المرة ضد معاقل تنظيم داعش المزعومة التي ترعرعت في ظل فراغ السلطة الذي خلفه القصف في الفترة الماضية.
انها حلقة أخرى من دورة حياة الحرب على الإرهاب، حيث قامت الولايات المتحدة بقصف البلد ثم أوجدت مسارات لتحويل الأسلحة إلى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى الفوضى، وإتاحة الفرصة للمنظمات الإرهابية، والتي تؤدي بالتالي إلى المزيد من القصف الأمريكي.
كالعادة في حروب إدارة أوباما، كان هناك تصويت من الكونغرس على أحدث الضربات الجوية في ليبيا وليس إعلانا للحرب، كما هو مطلوب بموجب الدستور. تعلق الادارة المسوغ القانوني لهذا التوغل العسكري على تفويض عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية التي صدرت ضد أفغانستان ومرتكبي هجمات 11/9، وتنظيم القاعدة.
داعش، وبطبيعة الحال، لم تكن موجودة حتى بعد سنوات، والتنظيمين هم الآن أعداء، ولكن لا يبدو أن تلك التفاصيل الفنية تلامس اهتمامات إدارة أوباما، التي تواصل توسيع وجودها العسكري في الخارج مع قليل اهتمام بشؤون العامة.
نمط (التفجير – الفوضى – التفجير) في ليبيا، يتبع نفس النمط المطبّق في العراق، والذي كان خاليا إلى حد كبير من أعضاء تنظيم القاعدة قبل الغزو الامريكي للعراق في عام 2003، إلا أنه قد أصبح مرتعا للجماعة الإرهابية بمجرد وصول الجيش الأمريكي، مما أدى في النهاية إلى تشكيل تنظيم داعش.
حرب العراق الثالثة تشتعل بهدوء وبشكل متزايد منذ شهور – حيث قامت الولايات المتحدة بإعادة أكثر من 5000 جندي الى البلاد بعد أن تركوها في نهاية عام 2011. وجود القوات الامريكية من جديد في الآونة الأخيرة، يصل إلى مستوى الكتيبة.
بشكل أقل ضجيجا، يتم اللعب في نفس الحلقة المفرغة في اليمن، والذي يتم بدعم الولايات المتحدة في حملة القصف المروعة والعشوائية لقوات التحالف الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين وأدى إلى العديد من التقارير بوقوع جرائم الحرب.
استمرت الحرب هناك لتلقى تغطية ضئيلة في وسائل الإعلام، وتجاهل تام من قبل كل من الحملات الرئاسية على الرغم من حقيقة أنه قد خلق أيضا مساحة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (Aqap) لتجديد نفسه تماما. وقد أشار تحقيق سابق لرويترز في ابريل الماضي، بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب “أصبح أقوى من أي وقت مضى منذ ظهوره لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما”.
بهدوء، أعلنت الولايات المتحدة في مايو أن لديها الآن قوات داخل اليمن، تخوض معارك ضد تنظيم القاعدة الذي ساعدت بتعزيزه من خلال دعم حرب التحالف.
أين سنكون في سوريا بعد ستة أشهر؟، حسنا، إذا فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإن حملتها تعد بالفعل “بإعادة مراجعة” لسياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، حيث يقوم الجيش بقصفها بالقنابل منذ أكثر من عام. عملية “إعادة مراجعة” السياسة، وصفها مستشار في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، أنها تبدو ضخمة. مثل أنها سوف تبدأ حربا ضد نظام الأسد، بالإضافة إلى حملة قصف أوسع نطاقا ضد داعش كانت قد وعدت بالفعل بالقيام بها حال الظفر بكرسي الرئاسة.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد اتهمت بقتل عشرات المدنيين في سوريا من خلال غاراتها الجوية، وقد حدث ذلك على الأقل في مناسبتين مختلفتين في الأسابيع القليلة الماضية.
كيف يخططون لتجنب المزيد من الدمار – وردة الفعل – عندما يتفاقم الصراع، هل من أحد يخمن ذلك؟
كما أشار الخبير في السياسة الخارجية ميكا زينكو، عندما بدأت ما تسمى حرب العراق الثالثة منذ ما يقرب العامين، زعم المسؤولون أنها “ستكون لمدة محدودة”. في اليمن قبل شهرين، قالوا بحماقة “إننا نعتبر ذلك عملا على المدى القصير”، على الرغم من حالة مستوى الأزمة التي ساعدوا على خلقها داخل البلاد.
مع ليبيا هذه المرة، أعتقد أننا يمكن أن نعفى حكومة الولايات المتحدة، لأنها هذه المرة لا تُظهر الكذب حول الحدود الزمنية لهذا التوغل العسكري. ووفقا لما ذكره سبنسر أكرمان من الجارديان: “بأن المسؤولين الأمريكيين يقولون بأن [هذا] الهجوم سيتواصل ضد الجماعة المتشددة”، كما اعترف متحدث باسم البنتاجون: “ليس لدينا نقطة نهاية فيما يتعلق بهذه الجزئية بالذات حاليا”.
وبغض النظر من يكون الرئيس القادم بعد مغادرة أوباما في يناير، فإنه سيتخذ عدة قرارات تتعلق بالحروب على طول الشرق الأوسط. لكن شيئا واحدا يبدو واضحا، بأن النمط -الذي هو بحاجة لعلاج والذي ساهمت الولايات المتحدة بإيجاده- سوف يستمر.
كل هالاعمال الدوليه برعاية امم الملتحده تبحث عن الداعش لقتله لكنه بيكيمون