آراؤهم

هي حياتي.. للأسف!

لا يختلف اثنان في أهمية التكنولوجيا الحديثة بكل عناصرها وفي مختلف المجالات، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أحدثت طفرة هائلة في الاتصال والتواصل بكل مستوياته، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية الضرورية لدى أغلب الناس، والتي ترجمت بكل معنى الكلمة وصف “سلاح ذو حدين”، بل وصلت الحال إلى فعالية الحدّ السلبي للقطع أكثر من تأثير الحد الإيجابي في النفع، وتبيّن لدى الكثير استحالة الانقطاع عنها ولو لدقائق معدودة، بل ملكت العقل واللبّ والتفكير والفؤاد، كما استغرقت الجهد والنشاط والوقت والمال، وعاد ذلك بالضرر الشامل على الفرد، سواء في علاقاته الاجتماعية الحقيقية المباشرة، أو عباداته، أو معاملاته، أو وظيفته، أو حتى راحته واستراحته.

هذا كله وسواه يلحظه الكل، سواء من يقرّ به ويتمنّى التخفيف فلا يستطيع، أو من خطى خطوات حقيقية في الحدّ من الاستغراق فيه، أو حتى من لا يزال يرى فيه لذته ويتابع فيه حياته ومتعته، إلا إن البعض ممن يحسبون حساب الوقت، والذين لهم أهداف جيدة أو كبيرة؛ هم أكثر من يشعرون بالغبن، ويبحثون عن الحل، ويتمنون الخلاص، فهل يمكن أن نجد لهم مخرجاً؟

في الحقيقة؛ وصلني عدد من محاولات البعض في التخلّص من ذلك، حتى يقول البعض: إنه ألغى تلك التطبيقات من أجهزته، بل يصل الأمر بالبعض إلى هجر أجهزته كليةً، بينما يصلنا من البعض الآخر آهات الحسرة والاستسلام في نفس الوقت، حتى ليشعر بعض ممن فارقتهم أجهزتهم أو تطبيقاتهم سويعات أو دقائق بسبب خللٍ أو طارئ؛ يشعرون بوجْدٍ غريب، وشوقٍ كشوق الحبيب، فما إن يعودون لأجهزتهم أو تعود لهم سالمة غانمة؛ حتى يضمونها إلى عيونهم ضم الصغير إلى مرضعته، ويخاطبونها مخاطبة التلميذ لمعلمه، ويقبضون عليها بكلّيتهم، خوفاً عليها من الغياب ثانية، أو حصول ما يعطلها مرة ثانية.

المواقف كثيرة في الحياة اليومية، ولو تتبع أحدٌ هذا الأمر ورصد تلك المواقف والحركات؛ لوضع فيها مؤلّفاً من أطرف المؤلفات، ليس من حقّه إلا أن يوضع في رفّ المكتبة بجانب كتاب “الحمقى والمغفّلون”.

وقفتنا هنا مع من لا يريد أن يُدرج اسمه أو موقفه ضمن ذلك الكتاب، ولا أن يكون له موضع في ذلك الرفّ من التصنيف، ولهذا نقول: إن من أنفع وأجدى الحلول هي:

أولاً وقبل كل شيء، لا بد من النظر في ذاتك وحياتك وأهدافك ومسارك، سل نفسك:

ما رؤيتك؟ ما هدفك في هذه الدنيا؟

ولنحصر السؤال أكثر فنقول: ما هدفك هذا الشهر؟

ولنحصر أكثر: ما هدفك هذا الأسبوع؟

ولنحصر أكثر وأكثر فنسأل: ما هدفك هذا اليوم؟

كلما أجبت عن أي سؤال من هذه الأسئلة، ستجد أنك تحدد البوصلة، وتوجهها تماماً نحو المسار الصحيح.

ولنأخذ هدف اليوم كمثال، ثم تطبق ما تريده من هدف، وبعد التطبيق والتنفيذ ستجد نفسك حققت منجزات هي مُدرجة في قائمة أهدافك، وستشعر بسعادة، وتشعر أن لك قيمة، وأنك مهم في الحياة، وبعدها فلا يضرك لو استكملت باقي اليوم بالتطبيقات والشبكات الاجتماعية.

عبدالرحمن عبدالعزيز المطوع

*أخصائي التنظيم الاداري والاجتماعي

 
 

 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.