(ام المرادم) جزيرة كويتية اشتهرت بوجود اللآلئ فيها منذ القدم وتعد من الجزر المهمة في حركة النقل البحري بالكويت اذ افتتح فيها منفذ بحري عام 2008 يسمح بالمرور عبر مياهها الإقليمية من الجهة الجنوبية للبلاد.
وكانت الجزيرة قبلة لسفن الغوص الباحثة عن المحار وملتقى لتجار اللؤلؤ الباحثين عن عقد صفقات البيع والشراء ولم تكن السفينة التي عثرت في عام 1943 على كميات كبيرة من اللؤلؤ إلا أحد الشواهد على ان (ام المرادم) تحتوي على كنوز من اللؤلؤ.
وللجزيرة مكانة في ذاكرة الكويتيين حديثا اذ تعتبر ثاني جزيرة كويتية يتم تحريرها من قوات الغزو العراقي عام 1991 بعد جزيرة (قاروه) حين استسلم جنود الاحتلال الموجودين عليها وعددهم 30 جنديا لقوات التحالف بعد ان كتبوا رسالة استسلامهم على صخورها.
وتتميز (أم المرادم) بكثرة اعداد الطيور التي تعيش فيها والتي تقصدها في فصل الربيع ومنها طائر (المردم) اضافة الى طيور النورس والبشروش كما تعد مركزا لاستراحة الطيور المهاجرة الكثيرة وخاصة الجوارح وبعض الطيور النادرة كالفلامنغو.
ولأن تربتها صالحة للزراعة فقد انتشرت فيها النباتات البرية النادرة التي تغطي أرضها خلال موسم الربيع وتعيش فيها الزواحف والحشرات وتعتبر السحالي الأرضية أشهرها وأكثرها انتشارا.
كما تعد الجزيرة من أفضل المحادق (مواقع صيد الاسماك) الجنوبية وذلك بسبب تنوع الأسماك فيها ووفرة الصيد إذ تتواجد الأسماك في مياهها طيلة العام.
ويعرف عن (أم المرادم) عمق سواحلها حيث يمكن للسفن ملاصقة اليابسة دون خوف وكانت سفن الغوص تذهب في الصباح إلى المغاصات وتعود إلى الجزيرة في المساء لترسو عندها لما يتوافر حولها من مغاصات اللؤلؤ بحسب ما ورد في كتاب (جزر العالم) للكاتب الدكتور غانم سلطان.
وفي فترة اكتشاف النفط في البلاد قررت الحكومة الكويتية عام 1949 منح امتياز لشركة (أمين أويل) الأمريكية من أجل التنقيب عن النفط في الجزيرة كما منحت شركة الزيت العربية اليابانية المحدودة الحق في التنقيب عام 1958.
ويحيط بسواحل (أم المرادم) الكثير من الشعاب المرجانية ما دفع فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية الى تركيب 10 مرابط بحرية ذات شكل ومواصفات جديدة حول أفضل مواقع الشعاب المرجانية التي تحيط بجنوب وغرب الجزيرة والعمل على صيانتها سنويا.
وتقع الجزيرة في أقصى الطرف الجنوبي للحدود البحرية الكويتية مع السعودية وتمتد على طول 5ر1 كيلو متر وعرض 540 مترا وتبعد عن منطقة (رأس الأرض) 15 ميلا وعن منطقة (الجليعة) 21 ميلا وعن (رأس الزور) 13 ميلا.
و(ام المرادم) التي يوجد فيها حاليا مبنى مخصص لثلاث جهات حكومية هي الجمارك وخفر السواحل والجوازات اختلف في اصل تسميتها حيث رجح ان اهل البلاد اشتقوا اسمها من الصخور الكثيرة فيها والتي كان يطلقون على الكبير منها (مردمة) فيما رجح قول آخر ان التسمية جاءت من طيور الربيع التي تقصدها ومنها طائر يسمى (المردم) باللهجة المحلية الذي تكثر اعداده في الجزيرة.
أضف تعليق