ما إن أصاب القناص الكويتي فهيد الديحاني آخر طبق معلناً فوزه بالميدالية الذهبية حتى خرج المتسلقون والمتكسبون و”كدابو” الزفة والنصابون وجميع أشكال القوارض الاجتماعية والسياسية فوراً من جحورهم، محاولين القفز على أكتاف البطل الوقور؛ بعضهم يسعى لمشاركته الأضواء والنجومية التي يستحقها، وبعضهم الآخر يريد إيهامنا بوجود دور له في تحقيق هذا الإنجاز العالمي، وهؤلاء هم الأسوأ لأنهم هم المشكلة أساساً.
إنجازه الأبهى بالنسبة إلي كان رفضه المبدئي لرفع العلم الأولمبي بدلاً من علم بلاده في افتتاح الدورة الأولمبية، ثم كانت ردة فعله وحزنه لعدم رفع علم الكويت وعزف نشيدها الوطني بعد إحرازه الذهبية؛ تأكيداً عميقاً لموقف الافتتاح. قارنوه مثلاً بمن كان لا يقف احتراماً لهذا النشيد، أو من كان يسمي العلم “خرجة”، أو من سعى لتجميد عضوية بلاده وتشويه سمعتها لدى الهيئات الدولية، ثم جاؤوا جمعيهم، وأمثالهم الكثيرون، يركبون موجة الإنجاز الفردي للسيد فهيد الديحاني، بل ويزايدون بالفخر فيه بلا أدنى قطرة حياء أو خجل!
واضح أن البطل الأولمبي والضابط العسكري فهيد الديحاني قليل الكلام ويعرف ما يريد، أمثاله من يستحقون أن يكونوا قدوة للأجيال الناشئة، فقد حقق هدفه بهدوء وبكثير من الصبر و”الركادة”، والقليل من التصريحات والوعود والصراخ، وأثبت أن الرياضات الجماعية قد تجذب الجماهير، لكنها قليلة المنافع والإنجازات؛ نظراً لتفاوت القدرات والأهداف والطموحات، سواء بين اللاعبين أو الإداريين. فعل الرجل ما عليه فعله، وحقق ما يصبو إليه كل رياضي حقيقي، وأحرز ذهبية “الحفرة”، وترككم جمعياً خلفه تتصارعون وتتكايدون وتتكسبون في حفرتكم التي حفرتموها لأنفسكم.
مبروك لك وللكويت التي في قلبك..
أضف تعليق