قرأت في جريدة القبس عنوانا بالخط العريض في الصفحة الأولى لفت نظري وهو (طلبة الشريعة الأقل شعوراً بالأنتماء الوطني)، وإذا هذا العنوان التي وضعته القبس في الصفحة الأولى متصدراً جميع العناوين الأخرى دراسة أجراها الدكتور علي أسعد وطفة أستاذ علم الاجتماع التربوي في جامعة الكويت بكلية التربية قسم أصول التربية وهو سوري الجنسية.
يتحدث في هذا المقال وهو عبارة عن دراسة أجراها حسب زعمه على عينة من طلبة جامعة الكويت عددها 1194 طالب وكان الحديث فيها عن طلبة الشريعة بأنهم الأقل شعوراً بالإنتماء الوطني ولديهم نزعات طائفية وقبلية خصوصا عند الإناث منهم. في البداية بحثت عن هذا الدكتور السوري الذي يعيش بلاده ثورة على طاغية مجرم قتل مئات الآلاف من الشعب السوري وهجر الملايين منهم ودمر الدولة وفتح سوريا للسيطرة الإيرانية والروسية وبعض المليشيات الطائفية حتى يبقى هو على كرسي الرئاسة، ووجدت له حساب في تويتر لكن للأسف لم أجد منه تفاعلاً مع مايحدث في وطنه من قتل وتهجير وتدمير، فقلت في نفسي سبحان الله يتحدث عن الإنتماء الوطني ولم يتفاعل مع مايحدث في وطنه، إن مثل هذا لايستحق الرد عليه.
ولكن لم أستطع أن أرى مثل هذا الظلم الذي يزينه أعداء كلية الشريعة للطعن بها وبمخرجاتها وأسكت، ألا يعلم هؤلاء بأن الشريعة الإسلامية تأمرنا بالدفاع عن الوطن سواء بالكلمة أو بالنفس ويعتبر هذا جهاداً، وأن المسلم الذي يموت دفاعاً عن أرضه يعتبر شهيداً، وتعلمنا من كلية الشريعة أيضا بأن التفاخر بالأنساب والطعن بها والتنابز بالألقاب والتعصب القبلي كلها أمور تعتبر من الجاهلية التي نهانا الدين عنها، وكل هذا تعلمناه من كلية الشريعة، وأيضا تعلمنا من كلية الشريعة حب الوطن كما جاء ذلك عن النبي ﷺ عندما قال في مكة وهي موطنه الأول الذي ترعرع فيه وهو في طريق هجرته إلى المدينة ( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك).
وللعلم أن كل من صدرت في حقهم قضايا الخيانة والتعاون والتخابر مع دول أخرى ضد الكويت ومن تلقوا تدريبات عسكرية للإضرار بمصالح الكويت والتجسس ومن قام بعلميات إرهابية من تفجير وقتل وخطف ليس فيهم من تخرج من كلية الشريعة. وأنا أشك في هذه الدراسة لأن المعلومة العلمية تقول أن مثل هذه الدراسات تعتمد على صدق العينة وحيادية من عمل الدراسة، وفي الختام أنصح الدكتور السوري علي وطفة أن يبرهن وطنيته وحبه لبلاده الذي يدمر وشعبه الذي يقتل ويهجر ويتفاعل معهم فهم أولى بالوطنية والإنتماء من عمل دراسات الله أعلم بمآربها ومن خلفها، وأيضا نصيحة أخرى لجريدة القبس أن تهتم في جمع الكلمة والوحدة الوطنية لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد أمن الكويت. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكره.
أضف تعليق