الفرح يعرف طريقه إلى قلوبنا ونحن في غفلة أو يأس من قدومه، ذلك بالضبط ما حصل مع أهل الكويت عندما تلقوا حقنتين من الفرح الطويل الأمد في أعقاب فوز الراميين فهيد الديحاني وعبدالله الطرقي بميدالية ذهبية للأول وبرونزية للثاني في دورة الألعاب الأولمبية في “ريو”.
ذلك الفوز التاريخي لم يكن طفرة في تاريخ البطلين، فقد سبق لهما أن ارتقيا منصات التتويج في بطولات عالمية وقارية من قبل، ولكن وقع الذهب من ناحية والتوقيت من ناحية أخرى جعلا موجة الديحاني الأولى تكسر كل جدران المحلية في الشأن الرياضي الكويتي “الفضيحة” ونقلته إلى العالمية، وفي حين انشغلت جماهير العالم بأخبار اللاعب “الكوني” الذي يلعب تحت العلم الأولمبي، اندفعت الموجة الثانية التي قادها الطرقي لتقضي على ما نجا من الموجة السابقة وتعززها في إخراج ملف الرياضة الكويتية من الدوائر المغلقة إلى العالم بأسره.
قضية تجميد الرياضة في الكويت أقل ما توصف أنها “سخيفة”، والأسخف منها هو التخندق مع طرف ضد الآخر، لأنها قضية مكشوفة ومكررة ومتروكة صراحة للتطاحن المحلي المقيت، ما حصل كان خارج حسابات أطراف النزاع الفاعلة، والحصافة كانت مفقودة في التعامل مع أبطال لديهم فرص محتملة لاقتناص فرحة تعم الكويت ويفخر بها العرب، فلا من هدد ترك الأمور تسير لوحدها، ولا من سعى إلى الإيقاف ترك الأبطال يتدثرون بعلم بلادهم كباقي خلق الله.
خاتمة القول في هذا الموضوع أنه إذا لم يحصل بعد اليوم أي تغيير نوعي في ملف إيقاف الرياضة الكويتية وبشكل نهائي لا رجعة فيه، فلا سبيل غير إعلان جميع الرياضيين في الكويت اعتزالهم كل في مجاله، وترك المتصارعين يواصلون الدوران في دوائرهم المغلقة، وهم في كل الأحوال محرومون من المشاركة الرسمية وكل نشاطاتهم لا تختلف عن أنشطة الأندية الخاصة.
أعود وأكرر الفرح يعرف طريقه إلى قلوبنا، ونحن في غفلة أو يأس من قدومه، ويعلم الله أني في قمة التيقظ له وغير يائس من قدومه، ولكنه “طول شوي” حتى هلّ علينا بالديحاني والطرقي وبإذن الله يهلّ علينا بالمزيد.
أضف تعليق