أكَّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنَّ الانتعاش المستدام والاكتفاء الذاتي في قطاع غزة لا يزال بعيد المنال في ظل الحصار “تفرضه إسرائيل” المتواصل للعام العاشر على التوالي، داعيةً المجتمع الدولي لبذل قصارى جهده لتوفير احتياجات سكان غزة لضمان توفير سبل الحياة لهم.
وقال مدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة ممادو سو، في تصريحاتٍ لـ”الأناضول”، الجمعة، بمناسبة “اليوم العالمي للعمل الإنسان”: “يجب على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده، لتوفير احتياجات سكان قطاع غزة، ليكونوا قادرين على إعادة بناء سبل العيش والاقتصاد العادي، في ظل الظروف الحالية”.
وأضاف: “ما يشهده السكان في غزة لا يمكن أن يستمر، وينبغي التوصُّل إلى حلول سياسية لذلك، وينبغي على الجميع أن يتحمل المسؤولية”.
وشدَّد على أنَّ الانتعاش المستدام وتحقيق الاكتفاء الذاتي لا يزال بعيد المنال بالنسبة لسكان غزة، في ظل استمرار الحصار للعام العاشر على التوالي.
وتابع: “الاقتصاد في غزة يعاني من أعلى معدلات بطالة في العالم، لا سيَّما في صفوف الشباب، إضافةً إلى أنَّ الأوضاع الاقتصادية تتفاقم سوءًا بسبب استمرار القيود التي تعرقل بشدة أي إمكانية لإعادة بناء اقتصاد طبيعي”.
وأشار إلى أنَّ القيود “تفرضها إسرائيل على حركة الأشخاص والبضائع” تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لغالبية سكان القطاع.
وتابع: “الفتح غير المنتظم لمعبر رفح على الحدود مع مصر، والقيود على الحركة من خلال المعابر الحدودية مع إسرائيل، لها عواقب إنسانية كبيرة على المدنيين”.
وحول الأعمال الإنسانية التي نفَّذتها لجنة “الصليب الأحمر” في غزة خلال الأعوام الثمانية الماضية، ذكر “سو” أنَّ لجنته سهَّلت مليون زيارة عائلية لأهالي المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعملت على تأهيل “ألف هكتار” من الأراضي الزراعية الفلسطينية على الحدود مع إسرائيل.
وأشار إلى أنَّ اللجنة عملت في العام 2015 على مساعدة 300 مزارع فلسطيني على الوصول إلى أراضيهم الواقعة في المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل على بعد 100 إلى 300 متر من السياج الحدودي الفاصل بعد نحو “15 عامًا” من منعهم من قبل الجيش الإسرائيلي من الوصول إليها.
وأوضَّح أنَّ المزارعين تمكَّنوا بعد السماح لهم بدخول أراضيهم المحاذية للحدود من زراعة حبوب “القمح” على مساحة 150 هكتارًا.
وتحظر القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي لمسافة عمقها 300 متر، وتطلق عليها اسم “المنطقة العازلة”، وتطلق النار أو تعتقل كل من يتواجد فيها.
وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ نجاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، وشدَّدته في منتصف يونيو 2007، إثر سيطرة الحركة على القطاع.
ويعيش حوالي 1.9 مليون مواطن في قطاع غزة واقعًا اقتصاديًّا وإنسانيًّا قاسيًّا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي.
ووفقًا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإنَّ 80% من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.
وخلال عقدٍ من الزمن، تعرَّض قطاع غزة لحصار إسرائيلي خانق، وانتهاكات مستمرة، تزامنت مع شن إسرائيل لثلاثة حروب، أدَّت إلى تراكم الأزمات الاقتصادية والإنسانية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلى مستويات مخيفة، كما أنَّ السلطات المصرية تغلق معبر رفح البري، على حدودها مع غزة، بشكل شبه كامل، منذ يوليو 2013 لدواعٍ تصفها بـ”الأمنية”، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.
وأوضَّح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تقريرٍ له الأسبوع الماضي، أنَّ أكثر من 27 ألف شخص في قطاع غزة، ينتظرون السفر عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر.
جديرٌ بالذكر أنَّ اليوم العالمي للعمل الإنساني، يُحتفى به سنويًّا في 19 أغسطس الجاري، وهو مناسبة للاعتراف بأولئك الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل أداء الواجب في مجال الإغاثة الإنسانية، فضلًا عن حشد الجماهير للدعوة إلى العمل الإنساني.
وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 ديسمبر 2008، اعتبار “19 أغسطس” يومًا عالميًّا للعمل الإنساني لتزامنه مع حلول الذكرى السنوية للهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003.
أضف تعليق