ارتفع عدد النازحين بسبب الصراع المتصاعد في اليمن منذ أكثر من عام، إلى 3 ملايين و154 ألفاً و527 شخصاً، وفق تقرير مشترك صادر عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة.
ويعيش اليمن موجه عنف منذ اجتياح جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، فيما تصاعد الصراع منذ 26 مارس 2015 مع قيام التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية بمساندة الحكومة الشرعية لمحاربة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكر التقرير، الصادر عن المنظمتين الدوليتين اليوم الجمعة، أن “عدد المهجرين قسرياً بسبب الصراع المتصاعد منذ أكثر من عام، ارتفع إلى 3 ملايين و154ألفاً و527 شخصا”، وأن النزوح الداخلي شهد ارتفاعا قُدّر بنسبة 7% منذ أبريل الماضي، أي ما يقارب 152 ألفاً و9 أشخاص من الفارين من العنف”.
وأكد أن “عدداً كبيراً من النازحين يحاولون العودة إلى ديارهم، أي أن نسبة الزيادة تصل إلى 24%، وقدرت هذه النسبة بـ 184 ألفاً و491 شخصاً، مشيراً أن “محاولات العودة بشوبها الحذر الشديد حيث يترقب السكان تحسناً ملموساً في الصراع القائم”.
وضمن التقرير، قالت نائب ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، “إيتا سخويتي”، إن “الأزمة الراهنة تجبر المزيد من الناس على ترك منازلهم بحثا عن الأمان، وأكثر من ثلاثة ملايين شخصا يعيشون حاليا حياة عابرة غير مستقرة تحفها المخاطر، ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية”.
ولفت التقرير ذاته أن “استمرار النزوح لفترات طويلة، يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين من السكان، وهذا يشكل ضغط لزيادة الطلب على الموارد الشحيحة أصلا، حيث يعتمد 62% من النازحين على كرم عائلاتهم وأصدقائهم القائمين على الاستضافة”.
وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق، علي عبد الله صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ الربع الأخير لعام 2014، وكذلك تشكيل “الحوثيين” وحزب “صالح”، المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد.
وشكلت العاصمة صنعاء ومحافظة إب (وسط)، مناطق خضراء لاستقطاب آلاف النازحين الفارين من محافظات مختلفة جنوب وشمال البلاد، لكن إعلان الجيش الوطني الموالي للحكومة، الأسبوعين الماضيين، عن عملية عسكرية لاستعادة العاصمة صنعاء من الحوثيين وقوات صالح، يهدد بوصول بمعاناة جديدة للنازحين.
وأسفر الصراع المتصاعد في اليمن منذ أكثر من عام، عن مقتل 6 آلاف و600 شخصاً، وإصابة نحو 33 ألف آخرين، وفقاً لآخر إحصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية.
أضف تعليق