عربي وعالمي

تقرير: نقص الأجانب يدفع “داعش” للاستعانة بالانتحاريين الأطفال

ذكرت مصادر أمنية كردية أن الصبي الانتحاري الذي ألقت قوات الآسايش (الأمن الكردي) والشرطة القبض عليه قبل أن يُفجر نفسه في حسينية للشيعة في أحد أحياء كركوك الليلة قبل الماضية، دُرب في مدينة الموصل مع أخيه الذي فجر نفسه في مسجد آخر للشيعة في المدينة في الليلة ذاتها، بينما كشفت شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك أن الصبي الانتحاري كان في الغالب تحت تأثير مواد مخدرة عندما حاول تنفيذ العملية الإرهابية في المدينة.

وقال قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، العميد سرحد قادر لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة كركوك شهدت الليلة قبل الماضية ثلاث حوادث «الأول كان تفجير انتحاري لنفسه بالقرب من حسينية جعفر الصادق في حي الواسطي، وأسفر الانفجار عن إصابة ستة أشخاص بجروح اثنان منهم من عناصر قوات الأمن في المحافظة، والحادثة الثانية تمثلت بإلقاء القبض على صبي من مواليد 2001، كان يحمل حزاما ناسفا وينوي تفجير نفسه، أما الحادثة الثالثة فتمثلت بانفجار عبوة ناسفة»، مشيرا إلى أن القوات الأمنية في المحافظة بدأت في التحقيق في هذه الأحداث.

وأضاف قادر: «الصبي الذي أُلقي القبض عليه لم يكن طبيعيا، ونتصور أنه كان تحت تأثير مواد مخدرة، أدلى هذا الصبي حتى الآن ببعض المعلومات، لكن هذه المعلومات ليست موثوقة 100 في المائة بحيث تقتنع بها الأجهزة الأمنية. التحقيق ما زال مستمرا معه».
وسلط قادر الضوء على الإجراءات القانونية التي ستُتخذ بحق هذه الصبي، وأضاف أن «لإرهابيين الذين يُلقى القبض عليهم مهما كانت أعمارهم وأجناسهم، سواء أكانوا رجالا أم نساء أم شبابا وأطفال سيحالون إلى القضاء، والقضاء يقرر توقيفهم، بسبب المواد التي كانت بحوزته، وهذا الصبي سيحول إلى محكمة الأحداث».
من جانبه، أوضح مسؤول إعلام المديرية العامة للآسايش (الأمن الكردي) في محافظة كركوك، النقيب فرهاد حمه علي، لـ«الشرق الأوسط» أنه بعد لحظات من الانفجار الانتحاري الذي نفذه صبي في حي الواسطي بكركوك، تمكنت قوات الآسايش وبالتعاون شرطة كركوك من إلقاء القبض على صبي آخر في حي 90 في كركوك كان ينوي تفجير نفسه في مكان عام أو في مسجد آخر للشيعة في المدينة، مبينا أن «قوات الآسايش وبالاعتماد على معلومات دقيقة تمكنت من كشف هذا الانتحاري». وتابع: «كان يظهر من جسم هذا الصبي أنه يحمل شيئا غربيا، فاتخذنا الإجراءات اللازمة لإيقافه وبعد تفتيشه اتضح أنه يحمل حزاما ناسفا».

بدوره، كشف نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، عاصي علي، تفاصيل عن الصبي الانتحاري الذي أاعتقل، وقال: «بحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن، دخل هذان الأخوان إلى قضاء داقوق التابع لمحافظة كركوك قبل أسبوع قادمين من الموصل، حيث دُربا من قبل مسلحي التنظيم على تنفيذ عمليات انتحارية في كركوك، وحاول أحدهما تفجير مسجد للشيعة في كركوك، لكن الشرطة الموجودين في تلك المنطقة حاولوا منعه وأطلقوا عليه النار ففجر نفسه، وأسفر عن إصابة من كان موجودا في تلك المنطقة بجروح، أما أخوه الآخر ويدعى حسين من مواليد 2001، فألقي القبض عليه قبل أن يفجر نفسه»، وتابع: «بحسب الاعترافات التي أدلى بها الصبي الانتحاري حسين، فإن والدهما هو الذي حثهما على تنفيذ العمليات الإرهابية ودربهما لينفذا العملية في كركوك»، كاشفا أن الصبيين دخلا قضاء داقوق مع المواطنين النازحين من المناطق الخاضعة للتنظيم.

وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن خسارة التنظيم لمسلحيه الأجانب في المعارك مع قوات البيشمركة وفي قصف طيران التحالف الدولي، وعمليات الهروب التي تشهدها صفوفه بشكل مستمر، دفعا به إلى الاعتماد على الأطفال الذين يدربهم على تنفيذ العمليات الإرهابية في معسكراته لتنفيذ هجمات انتحارية. وتضيف المصادر أن التنظيم بات يعتمد على هؤلاء الأطفال في نقاط تفتيشه المنتشرة في المناطق الخاضعة له في العراق وسوريا، وفي مراقبة سكان هذه المناطق، وقد عرض التنظيم مسلحيه الأطفال خلال العامين الماضيين وفي أشرطة مصورة بثتها مواقع تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يعدمون مناوئين للتنظيم، ويتلقون تدريبات عسكرية على يد مسلحين أجانب في «داعش».
وكشفت هذه المصادر عن عدد الأطفال الذين يدربهم التنظيم في معسكراته، وبينت أن عددهم يبلغ حاليا نحو 1650 طفلا، تتراوح أعمارهم ما بين الستة أعوام و17 عاما، منهم من اختطفه التنظيم أثناء سيطرته على المناطق في الموصل قبل أكثر من عامين، ومنهم من يرغمه أهله الموالون لـ«داعش» على التطوع في صفوف التنظيم مقابل تلقيهم مبالغ مالية، إلى جانب أطفال المسلحين أنفسهم.

وتنتشر معسكرات «داعش» لتدريب الأطفال في منطقة السلامية ونمرود (جنوب شرقي الموصل)، وقرب معسكر الغزلاني وسط الموصل، حيث حول التنظيم إحدى حدائق المنطقة إلى معسكر لتدريب الأطفال، ومعسكر آخر في منطقة الحضر (جنوب الموصل)، بالإضافة إلى معسكرات تدريب الأطفال في تلعفر وبعاج (غرب الموصل) في العراق، أما في سوريا فهناك الكثير من معسكرات التنظيم الخاصة بالأطفال، أبرزها معسكر أشبال الفاروق ومعسكر الخليفة للأشبال ومعسكر الشريعة للأشبال، وتقع غالبية معسكرات تدريب الأطفال قرب مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.

يتلقى هؤلاء الأطفال دروسا في فكر التنظيم الإرهابي، ويتعرضون لعمليات غسل الدماغ، إلى جانب التدريبات العسكرية وكيفية تنفيذ عمليات انتحارية وكيفية نحر الرؤوس وصناعة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات. ويتعرض المخالفون لأوامر التنظيم من هؤلاء الأطفال إلى الإعدام حالهم حال مسلحي «داعش» البالغين.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.