آراؤهم

ابن المهاجر … وابنة الأحياء الفقيرة !

الأولمبياد المحفل الرياضي العالمي الكبير بمشاركة دول عديدة .. بمنافسات مختلفة .. برياضات متنوعة ، تعددت الثقافات ، تنوعت العادات ، اختلفت الأعراق والألوان والديانات ، محفل رياضي يجمع أمم الأرض في مكان واحد من أجل الرفعة والمجد الأولمبي ، لحظات مؤثرة بين دمعة الألم ودمعة الأمل والفرح ، بين السقوط و الصعود ، الانتصار والانكسار ، معاناة وتضحيات ، ولكل ميدالية أولمبية حكاية ، لكل منها رواية لكتابتها فهي لحظات خالدة لكل رياضي لما فيها من رفعة اسم بلدة ورفعة لاسمه في أكبر المحافل ، لكل أولمبياد أبطاله ، ولكل حكاية أبطالها ، وعندما يجتمع الاثنان تكون النتيجة حكايات بأبطال من ذهب ، حكايات كثيرة ، حكايات من كل لون ، سأذكر بعض القلائل من أصحاب الميداليات والأبطال المتوجين في الألعاب الاولمبية ريو 2016 وكيف من رحم المعاناة ولدت النجاحات والانجازات .

البطل الأولمبي البريطاني الصومالي الأصل ابن المهاجر بسبب المجاعة والحروب ولد في العاصمة الصومالية مقديشو ، وقضى السنوات الأولى من طفولته في جيبوتي ، قبل أن ينتقل في سن الثامنة إلى بريطانيا ، فكان أهلا لهذا الاحتضان ، اصرار وطموح وحب لممارسة ألعاب القوى ، بطل عالمي وأولمبي وزادت من شهرته وصيته بعد سقوطه في سباق 10 آلاف م في ريو 2016 ثم تعافى من السقوط فأحرز الذهب فكان مثال للقوة والتحمل والاصرار محمد فرح الذي لم يتذوق الخسارة في سباق الـ 10 آلاف متر منذ بطولة العالم في دايجو الكورية الجنوبية سنة 2011 ، وجمع للأولمبياد الثاني عالتوالي الذهبية بين سباق 5 و 10 آلاف متر

وفي ريو 2016 أحرزت الفلبين أول ميدالية لها في منافسات السيدات خلال 20 عام بدورات الألعاب الاولمبية عبر هيديلين دياز وهي ميدالية فضية في مسابقة رفع الأثقال لوزن 53 كيلوجراما ، وقصتها هي ابنة لسائق (التوك توك ) وبدأت بممارسة اللعبة في عام 2000 بعد أن رأت أقارب لها يرفعون أثقالاً بالقرب من منزلها في مدينة زامبوانجا ، التي تبعد 875 كيلومترا جنوب مانيلا.

والبطلة الأولمبية البرازيلية رافييلا سيلفا التي توجت بالميدالية الذهبية في منافسات الجودو ، ونشأت سيلفا في مدينة سيداد دي ديوس “مدينة الرب” وهي واحدة من أفقر الأحياء في البرازيل، وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن القرية الأولمبية، لكنها كتبت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ ولم تنس سيلفا أصولها بعد التتويج بالذهب حيث قالت “اعتقد أن أهالي المنطقة سيباركون لعائلتي، التي لا تملك المال للقدوم إلى هنا” ، وبدأت سيلفا في تعلم الجودو وهي في الثامنة من عمرها، في مؤسسة رياكاو، وهو مشروع اجتماعي في الأحياء الفقيرة لكن لديه خمسة فروع الآن، ويقوم برعاية1200 طفل وشاب، وهو المشروع الذي تأسس على يد فلافيو كونتي الفائز بالميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا 2004، وأوضحت سيلفا “والدي لم يكن يريدني أن أتسكع في الشوارع وأن أنغمس في عام المخدرات والجريمة ، وتعتبر هي البطلة الأولى على مستوى البرازيل منذ 2013 وكذلك في ريو دي جانيرو، وفازت بالميدالية الذهبية أيضا في دورة ألعاب بان أمريكا في 2013.

تولد الانجازات من رحم المعاناة والمحن ، ومن أرحام المعاناة والمحن تأتي المنح .

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.