عربي وعالمي

وزير تركي: تنظيم “ب ي د” لايهدف تحقيق مكتسبات للأكراد بسوريا

قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، عمر جليك، إن تحركات تنظيم “ب ي د” الإرهابي( الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” ) في شمال سوريا لا تهدف لتحقيق مكتسبات للأكراد، وإنما هي مكاسب حققها لنفسه كتنظيم إرهابي”، مضيفًا أن بلاده ترغب في مشاركة جميع المكونات والعرقيات السورية في بناء مستقبل البلاد، وحماية التراب السوري.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها جليك، اليوم الأربعاء، لدى استضافته في اجتماع محرري وكالة الأناضول للأنباء، في العاصمة أنقرة.

ولفت الوزير التركي إلى عدم الاستجابة لمطالبات بلاده في إنشاء منطقة عازلة في سوريا لحماية المدنيين، موضحًا أنه لو أنشئت هذه المنطقة لما كانت وقعت المجازر وأزمات الهجرة أو غرق لاجئون في بحر إيجة.

وأشار جليك إلى أن تنظيم “ب ي د”، حاول إظهار نفسه على أنه ممثل القوى العلمانية في العالم في قتال تنظيم “داعش” الإرهابي، وكسب الغرب إلى جانبه، مضيفًا أن “ب ي د” ينسق مع النظام السوري ويحظى بحماية الولايات المتحدة، ويتعاون مع روسيا في مناطق شرقي نهر الفرات بسوريا.

وأضاف قائلاً: “نحن نقول إننا ضد هذا التنظيم الإرهابي، غير أن البعض يتهمنا بمعارضتنا للأكراد، ولكن الحقيقة أننا أكدنا في كل المناسبات أننا مع مشاركة العرقيات والطوائف في قيادة الدولة السورية “.

واستنكر جليك، سوق بعض الجهات (لم يذكرها) رفض تركيا إنشاء منطقة للتنظيم الإرهابي في سوريا على أنه معارضة للأكراد، موضحًا أنه عندما بدأ “ب ي د” في تحركاته بمنطقتي عفرين (بمحافظة حلب شمالاً) والحسكة (شمال شرق سوريا) فإن التنظيم أقصى السياسيين الأكراد المعارضين له.

ولفت إلى تصريح أدلى به الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في وقت سابق ادعى فيه بأن تركيا تقاتل المدنيين الأكراد أكثر من تنظيم داعش، مضيفًا: “أود إطلاع حليفنا أن تركيا لا تستهدف المدنيين الأكراد، بل على العكس تركيا تحمي الطوائف والأعراق فضلاً عن الأكراد، من خلال حمايتها لوحدة الأراضي السورية، وإنما الحقيقة أن (ب ي د) هو من يرتكب الجرائم بحق الأكراد”.

وحول ادعاءات توقيع اتفاق بين تركيا وتنظيم “ب ي د” لوقف إطلاق النار بين الطرفين، قال جليك: “نرفض تصريحات الناطقين الرسميين باسم بعض الدول حيال عقد اتفاق بين تركيا وتنظيم “ب ي د” بخصوص وقف إطلاق النار. الجمهورية التركية دولة ذات سيادة ولا يمكن مساواتها مع منظمة إرهابية”.

وفيما يتعلق بعلاقات تركيا مع روسيا عقب أزمة اسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي ومدى تأثيرها على الأزمة السورية، أفاد جليك أن تحسين علاقات تركيا مع روسيا ليست على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم الإسلامي، مضيفًا أن تركيا تعتبر علاقاتها مع الدول المذكورة متممة لبعضها وليست علاقات بديلة.

وأضاف جليك أن رؤى تركيا وروسيا لا تتطابق بشكل كامل حول سوريا، محذرًا من انهيار البنية التحتية لسوريا في حال استمرار الوضع الراهن فيها.

وفيما يتعلق بوعود الاتحاد الأوروبي، حول تقديمه 3 مليارات يورو للاجئين في تركيا، انتقد الوزير التركي بشدة تصريحات مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي يوهانس هان، الذي قال في وقت سابق إن تركيا بحاجة الى تلك الأموال، مشددًا أن بلاده ليست بحاجة إليها.

وأضاف قائلاً: “تركيا ليست دولة قابلة للبيع، وعلى السيد هان أن يعلم أن مثل هذه التصريحات تضر بعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي”.

ولفت جليك إلى استضافة بلاده نحو 3 ملايين لاجئ في الوقت الذي تجري فيه بعض البلدان الأوروبية استفتاء على قبول 100 لاجئ لديها، أو ترفض ذلك بشكل قطعي، وسط تصريحات تصل إلى حد “العنصرية”.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 آذار/ مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/ آبريل الحالي، بإستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.

وتتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما يجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها، ومن المتوقع أن يصل عدد السوريين في عملية التبادل في المرحلة الأولى 72 ألف شخص، في حين أن الاتحاد الأوروبي سيتكفل بمصاريف عملية التبادل وإعادة القبول.