قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن بلاده “لا تساوي أبدا بين تركيا، وتنظيم ب ي د (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)”، مضيفًا “فأنقرة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي التحالف الدولي (بقيادة الولايات المتحدة) ضد داعش”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول الأمريكي خلال الموجز الصحفي اليومي لوزارته، أمس الأربعاء، في معرض رده على سؤال لمراسل الأناضول حول تصريحات لمسؤولين أمريكيين، تحدثت عن تركيا و”ب ي د”، كما لو كانا طرفان متساويان، مما أثار حفيظة أنقرة.
وقال كيربي، إن “التصريحات المذكورة، لم تكن تقصد سوى الإشارة، إلى أن تركيا وب ي د، طرفان كانا يتصارعان في المنطقة، حتى قبل عدة أيام”.
وأضاف كيربي ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك وقف إطلاق نار بين تركيا و”ب ي د”، “لازلنا نرى حالة من الهدوء بين الطرفين، نرحب بذلك، ونرغب في استمراره”.
وحول ما إذا كانت عناصر “ب ي د” تنسحب بالفعل إلى شرقي الفرات أم لا، أشار كيربي إلى تصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، الثلاثاء الماضي، التي قال فيها إنه “تم تطبيق الترتيبات اللازمة بعد عملية تطهير مدينة منبج السورية (غرب الفرات)، وأوفت القوات الكردية بوعدها بالانسحاب إلى شرق النهر”.
وقال كيربي إن تصريحات فوتيل، تشرح الوضع الحالي، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الموضوع.
بدورها قالت المتحدثة الأخرى باسم الخارجية، إليزابيث ترودو، إن الموقف الأمريكي من منظمة “بي كا كا”، ومن تنظيم “ب ي د”، لم يتغير، في بيانٍ مكتوب ردًا على سؤال للأناضول حول وجود علاقة بين التنظيمين.
وبرغم تصنيف الولايات المتحدة وتركيا لتنظيم “بي كا كا” في قائمة الإرهاب، إلا أن الولايات المتحدة تواصل التعامل مع امتداده السوري “ب ي د” وجناحه العسكري “ي ب ك” في مكافحة تنظيم داعش داخل سوريا.
وكانت واشنطن قد وعدت أنقرة بأن “قوات سوريا الديمقراطية” (مدعومة أمريكيا، ويشكل مسلحو ب ي د الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية، عمودها الفقري) ستنسحب من المنطقة نحو شرق الفرات عقب الانتهاء من عملياتها ضد “داعش”.
وأخلفت الولايات المتحدة بوعودها، فيما ذهب التنظيم الإرهابي إلى أبعد من ذلك، ليستغل فرار “داعش” من المنطقة، عقب عملية “درع الفرات”، لتوسع سيطرته على أطراف نهر الساجور، أحد روافد الفرات.
وفي ردٍ من على سؤال بخصوص أخبار متداولة في الإعلام التركي، حول عدم رد الولايات المتحدة على طلب تقدمت به تركيا، لتقديم دعم جوي لها في عملياتها ضد داعش، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إنه لا معلومات لديه حول تفاصيل مثل هذا الطلب، وما إذا كانت الإدارة الأمريكية أجابت عليه أم لا.
وأضاف إرنست، في تصريحات صحفية أدلى بها الأربعاء، أن الولايات المتحدة “تقدم دعما عسكريا لتركيا في عملية درع الفرات، وتقدر جهودها، الرامية لتطهير حدودها مع سوريا من داعش”، مؤكدا أن بلاده ستستمر في تقديم كافة انواع الدعم لأنقرة ضد التنظيم الإرهابي.ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الجاري، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء. وتم تحرير المدينة وقرى محيطة بها.
أضف تعليق