عربي وعالمي

الإعلام البريطاني “قلق” من تصنيف تركيا للمقاتلين مع “ب ي د” بالإرهابيين

أثارت تصريحات المسؤولين الأتراك، حيال التعامل مع المواطنين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف تنظيم “ب ي د” الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، بصفة “إرهابيون”، قلقًا لدى الإعلام البريطاني.

وذكر الموقع الإخباري البريطاني “ميدل إيست آي”، نقلاً عن مسؤولين أتراك، أن أنقرة ستتعامل مع مواطني بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ممن يقاتلون في صفوف “ب ي د” على أنهم إرهابيون، موضحًا أن بريطانيين يقاتلون في سوريا ضمن “ب ي د” باسم مجموعة تدعى “لواء بوب غرو”.

وأضاف الموقع “الوضع في سوريا تغيّر بسرعة مع دخول تركيا إلى سوريا، ويمكن أن يغدو مواطنو بريطانيا هدفًا لجيش حليف لحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وفي هذا الإطار نقل الموقع تصريح، يونس أق بابا، أحد مستشاري رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي قال في وقت سابق إن “تركيا لا تتعامل مع الإرهابيين وفق أصولهم، ولا يمكننا مساءلة الإرهابيين مع أصولهم في خضم المعركة، هؤلاء مجموعات إرهابية (ب ي د)، وكل من يقاتل تحت رايته سيتم التعامل معه بصفته إرهابياً”.

ولفت الموقع الإخباري ذاته إلى تصريح لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم)، ياسين أقطاي، وصف من خلاله المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم “ب ي د” الإرهابي، بأنهم “أشخاص إما يتحركون من منطلق العقلية الصليبية، أو أنهم عملاء للغرب، يهدفون إلى توسعة مشروع ب ي د/ ي ب ك، والقول بأن تواجدهم هناك (سوريا) لقتال تنظيم داعش الإرهابي أمر سخيف”.

وأعطى الموقع متسعاً لحديث “مايسر غيفورد”، أحد المواطنين البريطانيين الذي يقاتلون ضمن “ب ي د”، حيث قال إنه يرفض الدخول في معركة ضد الجيش التركي، مضيفاً (غيفورد) “بصفة تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، فإن دخولها إلى سوريا شكّل أزمة كبيرة للمتطوعين الأجانب (بصفوف ب ي د)”.

وتابع “شخصيًا لا أقبل الدخول في معركة ضد تركيا، لأنني لا أريد أن أواجه خطر وصمي بالإرهابي والزج بي في السجن”، مشيرًا أن عددًا من المقاتلين الأجانب قد يضطرون لمغادرة سوريا أو التوجه نحو المناطق الجنوبية منها.

من جانبها ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، أن الجيش التركي استهدف الأسبوع الماضي، مواقع لتنظيم “ب ي د” الإرهابي (في سوريا) يتواجد بقربها متطوعون بريطانيون.

وأكدت الصحيفة أن نحو 100 مقاتل أجنبي، بينهم مواطنون أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون وسويديون، يقاتلون في صفوف “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي، لافتًا أن غالبيتهم عسكريون سابقون.

بدورها انتقدت صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، تصريحات المسؤولين الأتراك المذكورة، وقالت إنها “مثيرة للجدل”، موضحةً أن خطر احتمال استهداف تركيا العضو في الناتو المواطنين البريطانيين “صعد التوتر”.

وفجر 24 أغسطس/آب الماضي، ودعمًا لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء، حيث جرى تحرير المدينة ونحو 30 قرية محيطة بها.