وصف رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، التي اتهم فيها السعودية “بمنع حجاج بلاده من أداء الفريضة”، بأنها “محاولة لإثارة الفتن والطائفية بين الشعوب الإسلامية”.
وقال الجروان، في تصريحات للصحفيين، اليوم الخميس، على هامش مشاركته في أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، إن “السعودية قدمت الكثير من الدعوات لإيران في ضوء ما تمر به الأمة الإسلامية والعالم، إلا أن طهران أبت إلا أن تمضي في مشروعها الطائفي البغيض”.
وأضاف الجروان “ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني بشأن الحج، ما هو إلا محاولة لإثارة الفتنة والطائفية بين الشعوب الإسلامية، بهدف إضعافها وتدميرها، وذلك بعد استنزاف كافة الطرق للنيل من السعودية التي قررت صد المشروع الإيراني المدمر في المنطقة”.
والإثنين الماضي، انتقد المرشد الأعلى الإيراني، السعودية، على خلفية “عدم السماح للحجاج الإيرانيين” بممارسة ما يسمى مراسم “البراءة من المشركين”، قائلاً “یخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني وراء عنوان تسییس الحج”، مشيرا أن “الحج هو موطن البراءة من المشرکین”.
وبعد ساعات من تلك التصريحات، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، وزير الداخلية السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي “لتسيس الحج، وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وقال ولي العهد السعودي إن “المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران “، محذرا من أن “التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً”.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “آية الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية وعبادة تقليدية إلى فريضة عبادة وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
أضف تعليق