عربي وعالمي

وزير تركي: سعينا نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي لم يتغير

قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي بالحكومة التركية، عمر جليك، اليوم الخميس، إن سعي تركيا نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم يتغير؛ وذلك رغم “الردّ الخجول لبروكسل” إزاء المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، منتصف يوليو/تموز الماضي.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في عددها الصادر اليوم، قال جليك إنّ “تعامل الحكومة التركية مع مشروع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لم يتغيّر مع أنّ الردّ الخجول لبروكسل حيال الانتهاك الأخطر للديمقراطية في بلد مرشّح للانضمام للمنظمة الأوروبية أثار تساؤلات جدّية حول مصداقية الاتحاد كشريك، وحول التزاماته تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون”.

واعتبر الوزير التركي أن انعطاف الاتحاد الأوروبي عن إلتزاماته المذكورة وما خلّفه ذلك من تساؤلات حول قدرته على “الفوز من جديد بقلوب وعقول الملايين من الأتراك”، سيمكّن من معرفة إن كان الاتحاد “لا يزال يمتلك ما يلزم من أجل البقاء أم لا”.

وفي السياق نفسه، أجرى جليك مقارنة بين ردّ فعل الاتحاد الأوروبي على محاولة الانقلاب الفاشلة، وبين الانقلاب الذي نجح في مصر، لافتا إلى أن “فشل أوروبا في احترام مبادئها الأساسية ليس بجديد؛ فغداة الانقلاب العسكري في مصر في 2013، حرص مسؤولو الاتحاد الأوروبي على ملاقاة الجنرال عبد الفتاح السيسي (الرئيس المصري حاليا) في القاهرة، واستجابتهم كشفت وجود مشكلة أوسع نطاقا تثير قلق أوروبا”.

وعلاوة على ما تقدّم، أشار الوزير إلى أن بلاده تحتفظ بـ”موقف بنّاء ومهني”، وتواصل العمل مع الاتحاد لمواجهة “التحدّيات المشتركة”، مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية أو الحفاظ على الأمن.

وقال إنه “في السنوات الأخيرة لم تكن تركيا فقط في خط مكافحة المجموعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم داعش، لكنها تعاونت أيضا مع الحكومات الأوروبية لكبح تدفّق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عن القارة (والقادمين) من مناطق النزاع”.

وفي ذات الصدد، تحدث الوزير التركي عن وجود 50 ألف شخص متهمين بالإرهاب، وممنوعين من دخول الأراضي التركية، دون أن يوضح جنسياتهم.

وشدّد جليك على أن تركيا لن تدّخر جهودها من أجل التعاون مع الاتحاد الأوروبي، في وقت “يفضّل فيه العديد من المسؤولين الأوروبيين مهاجمة الحكومة التركية”، مضيفا أنه “لا سياسة المكيالين ولا السلوكات السيئة ستوقفنا”.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب.