قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الحقوقية الدولية، اليوم الخميس، إن الألغام التي تزرعها قوات جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وحلفائها “تحصد أرواح المدنيين في اليمن”، داعية كافة أطراف الحرب المندلعة منذ نحو عام ونصف إلى “الالتزام بمعاهدة حظر الألغام ورفض استخدامها”.
جاء ذلك في تقرير للمنظمة نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم، واطلع عليه مراسل “الأناضول”، وحمل عنوان: “الألغام التي يزرعها الحوثيون تحصد أرواح المدنيين في اليمن”.
ودعت المنظمة في تقريرها الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أن “يوقفوا فورا استخدام هذه الأسلحة (الألغام المضادة للأفراد)”.
وطالبت المنظمة جميع أطراف النزاع في اليمن (دون تسميتهم) بالالتزام بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998، والتي “تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف”.
وقالت المنظمة، عبر تقريرها الذي ركز بشكل كبير على القتال في مدينة تعز (جنوب غرب)، إن “استخدام قوات الحوثيين وحلفائهم للألغام الأرضية في تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية، تسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين ويعيق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال”.
ونقل التقرير عن ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في “هيومن رايتس ووتش” قوله: “باستخدام الألغام الأرضية تُظهر قوات الحوثيين وحلفائهم قسوة بالغة تجاه المدنيين”.
ودعا “الأطراف المتحاربة في اليمن إلى التوقف فورا عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام”.
وأضاف غوس: “الألغام الأرضية المضادة للأفراد عشوائية بطبيعتها، ولا ينبغي استخدامها تحت أي ظرف (..) يزيد استخدامها في اليمن من بؤس الحرب المدمرة التي ستستمرآثارها لسنوات لاحقة”.
وفيما أكدت المنظمة أن الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز غير متاحة، قالت المنظمة إن الألغام الأرضية قتلت 18 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 39 في محافظة تعز بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016، دون تحميل جهة بعينها بشكل مباشر المسؤولية.
ووفقا للمنظمة، اعترف مسؤول حوثي في “اللجنة الثورية” التابعة لهم باستخدام الحوثيين للألغام المضادة للمركبات، لكنه قال إنها استُخدمت “في مناطق عسكرية” فقط، وقال إن جماعات مسلحة أخرى في اليمن، لم يُسَمّها، استخدمت الألغام المضادة للأفراد.
ورغم أن تقرير المنظمة حمل عنوان “الألغام التي يزرعها الحوثيون تحصد أرواح المدنيين في اليمن”، غير أنه لم يتضمن إحصاء شامل للمدنيين الذين سقطوا جراء الألغام الأرضية، واكتفى بذكر حوادث قتل فيها مدنيين جراء ألغام أرضية في مناطق انسحب منها الحوثيين.
وفيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الحوثيين على تلك الاتهامات، أشارت المنظمة إلى أن مسؤولين في وزارة حقوق الإنسان في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون و”حزب المؤتمر” الذي يتزعمه صالح، قالوا في أواخر يوليو/تموز الماضي إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم لم يستخدموا الألغام المضادة للأفراد.
وطالبت المنظمة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وذلك استجابة لطلب هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة الحوثيين وصالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة “صنعاء”، في سبتمبر/ أيلول 2014.
أضف تعليق