أدان مجلس الأمن الدولي، بشدة، الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية، أمس الجمعة.
وقال رئيس المجلس السفير النيوزيلندي، جيرارد فان بوهيمن، في تصريحات للصحفيين إن “أعضاء المجلس يدينون بشدة، الاختبار النووي الذي أجرته جمهورية كوريا الشمالية أمس، وسوف يبدأ المجلس العمل على اتخاذ تدابير مهمة بموجب المادة 41 (من ميثاق الأمم المتحدة) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وأضاف السفير النيوزيلندي، عقب انتهاء جلسة مشاورات طارئة “إن أعضاء المجلس مصممون على اتخاذ مزيد من التدابير المهمة في ضوء الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشعبية الديمقراطية”.
ومضي قائلا “لقد عقد أعضاء مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة الوضع الخطير الناجم عن الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية، وهو الاختبار الذي ينتهك بوضوح التزاماتها الدولية”.
بدورها تعهدت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة، سامنثا باور، بألا يسمح مجلس الأمن الدولي لكوريا الشمالية بامتلاك السلاح النووي.
وقالت في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك “إن العالم اتخذ موقفا موحدا اليوم في إدانة التجربة النووية الخامسة لكوريا الشعبية الديمقراطية.. وهذا الاختبار يظهر تجاهلها الكامل للقانون الدولي.. ويدل أيضا على تجاهل شامل لشعب كوريا الديمقراطية ولشعوب المنطقة لقرارات هذا المجلس”.
وأردفت قائلة “منذ اعتماد القرار 2270 في وقت سابق من هذا العام، أجرت كوريا الديمقراطية 21 تجربة إطلاق صواريخ ذاتية الدفع عبر مجموعة متنوعة من المنصات والنطاقات، بما في ذلك الصواريخ التي تطلق من الغواصات. والآن شهدنا لهم اختبارا نوويا هو الثاني هذا العام، إنه تحد وقح وهم يسعون لامتلاك تقنية الأسلحة النووية ووسائل إيصالها حتى تصبح المنطقة والعالم رهينة لهم تعيش تحت تهديد الضربة النووية”.
وحذرت باور من انقسام مواقف الدول الأعضاء بالمجلس حيال كوريا الشمالية، وقالت إن ذلك “من شأنه فقط أن يشجع كوريا الديمقراطية على مواصلة الاستفزازات، ولذا فإننا يجب أن نرسل رسالة واضحة وموحدة، وقوية بأن المجتمع الدولي لن يقبل أبدا بكوريا الشمالية النووية. يجب على المجلس اتخاذ إجراءات حاسمة تجبرها على تغيير حساباتها”.
وفي وقت سابق، قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو رايكرفوت للصحفيين بنيويورك إن “هناك سلسلة من الخطوات التي يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذها رداً على التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية”.
وأوضح أن هذه الإجراءات تشمل “أولا تنفيذ العقوبات الحالية المفروضة على كوريا الشمالية من قبل مجلس الأمن بشكل كامل، ثانيا يمكن إدراج أسماء إضافية على قائمة نظام العقوبات الحالية”.
وتابع في ذات السياق “ثالثا، يمكن تشديد وتعزيز نظام العقوبات”، مضيفًا أن “كل تلك الخطوات ممكنة وسوف نعمل على أن يتضمن رد فعل المجلس عدة تدابير مهمة”.
وأعلنت كوريا الشمالية، الجمعة، أنها أجرت تجربة نووية ناجحة، بمناسبة الذكرى الـ 68 لتأسيسها، بحسب التلفزيون الرسمي للبلاد.
ولفت التلفزيون أن “التجربة النووية أثبتت قدرة بيونغ يانغ على تركيب رؤوس حربية نووية على صواريخ باليستية”.
وبحسب وكالة كوريا الجنوبية للأنباء، فإن زلزالاً وقع بشدة 5.3 درجة على مقياس ريختر، شمال شرقي البلاد، وبعمق 10 كيلومترات في وقت سابق اليوم، مشيرةً إلى احتمال أن يكون الزلزال ناجم عن إجراء جارتها الشمالية تجربة نووية.
جدير بالذكر أنّ كوريا الشمالية كثّفت خلال الآونة الأخيرة من اختباراتها الصاروخية، كان آخرها في أغسطس/ آب الماضي.
وكان مجلس الأمن الدولي، وافق مطلع مارس/ آذار المنصرم، بالإجماع، على قرار أمريكي، يقضي بفرض عقوبات مشددة على كوريا الشمالية، بهدف الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي، وذلك بعد شهرين من إعلان بيونغ يانغ، إطلاق قنبلة هيدروجينية، وبعد شهر واحد فقط من تأكيدها، إجراء تجربة على نطاق واسع لاختبار صواريخ بالستية محظورة تحت ستار إطلاق قمر اصطناعي للفضاء.
أضف تعليق