أكدت وزارة الداخلية السعودية، اليوم السبت، أنها لم تسجل أية ملاحظات “تعكر صفو الحج” حتى الآن، مشيرة إلى أن رجال الأمن “جاهزون للتعامل مع أية حالة تستدعي التدخل”.
جاء ذلك على لسان المتحدث الأمني للوزارة اللواء منصور التركي في المؤتمر الصحفي الثاني للجهات الأمنية العاملة بالحج في مشعر منى، بالتزامن مع قرب اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت، الثامن من شهر ذي الحجة إلى المشعر لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بهدي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار التركي إلى أنه تم نقل أكثر من 90% من حجاج التروية إلى مشعر منى ، فيما توجه 100 ألف من الحجاج مباشرة إلى مشعر عرفات.
ولفت إلى أن الحركة المرورية على جميع المداخل التي تربط مكة المكرمة بالمشاعر والمداخل المؤدية إلى المشاعر والعاصمة المقدسة اتسمت بمرونة عالية على جميع المحاور.
وأضاف المتحدث الأمني أنه “لم تسجل ولله الحمد أية ملاحظات تعكر صفو الحج”.
وبيّن أن الخطة الأهم بالحج “تبدأ مع فجر يوم غد الأحد وهي عمليات تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات للوقوف بالمشعر قبل مرحلة النفر بعد غروب الشمس”.
وفي تعليقه على ما إذا كانت تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين قد ينتج عنها تهديدات محتملة للحجاج وكيفية تعاملهم مع الموضوع، قال التركي :”نتابع كل ما يتم تداوله من تهديدات وأعمال تحريض، نتمنى ألا يكون صحيحا أن هناك من يسعى لإفساد فريضة الحج واستهداف حجاج بيت الله الحرام”.
مستدركاً “لكن في إطار مهامنا الأمنية نأخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار وسنتعامل مع أي موقف يتم رصده من ذلك”.
وعن الخطط الأمنية بالحج، أوضح المتحدث الأمني أن “المملكة مستهدفة بالارهاب ونعمل منذ أكثر من 15 سنة في مكافحة الإرهاب بالبلاد، وخلال هذا العام فقط تعرضنا لأكثر من 16 عملاً ارهابياً”.
وتابع:” لدينا إجراءات وقائية تتم على كافة الطرق التي تؤدي إلى مكة، ورجال الأمن متواجدون في كل مكان مع حجاج بيت الله الحرام، وجاهزون للتعامل مع أي حالات تستدعي التدخل ولن يترددوا في التضحية بأنفسهم لإفشال أية محاولات تستهدف حجاج بيت الله الحرام”.
واكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر منى.
ويقضي حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت يوم التروية في مشعر منى، على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي الرسول محمد خاتم الأنبياء، وسمي بيوم التروية؛ لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.
ويتدفق ضيوف الرحمن صباح يوم غدٍ الأحد 9 من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ومشعر مِنى له مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ، ونزلت فيه سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم.
أضف تعليق