تابعتُ مقاطع عدة انتشرت هذه الأيام – عبر وسائل التواصل – لمغني الراب الأميركي الشهير كيفن جيتس، وهو يزور مكة لأداء مناسك الحج هذا العام، بعد أن أشهر إسلامه.
ولفت نظري بعض الكلمات التي سجّلها بالصوت والصورة، والتي عبر فيها عن بالغ سعادته وتأثّره من حسن المعاملة والروح الأخوية التي وجدها من إخوانه المسلمين الذين التقى بهم هناك.
ومن أبلغ المقاطع المؤثرة، مشهد المغني التائب وهو يُقبّل الحجر الأسود للمرة الأولى، وصوت بكائه يسمعه كل من كان حوله.
من يشاهد هذه المقاطع، يُدرك أن رحمة الله وسعت كل شيء، ويعلم أن الهداية إنما هي بيد الله عز وجل، وبأنه لا يمكن الجزم بدخول إنسان إلى النار ما دام حيّاً، لأننا لا نعلم ما هي خاتمته.
إن مشاهدة هذا المغني التائب، والذي انتقل من الكفر إلى الإسلام، ومن حياة العبث إلى حياة الجد، ومن طريق الضلال إلى درب الهداية، لتُعطي رسالة أملٍ إلى كل مذنب وعاصٍ، بأن أبواب التوبة مفتوحة، وأن الله تعالى الذي غفر ذنب رجل قتل 100 نفس وأدخله الجنة بعد توبته، لقادر على أن يغفر ذنبك مهما عظُم، فلماذا التأخير؟
عندما أشاهد وأقرأ قصة إسلام هذه المغني، أزداد يقينا بأن مبادئ الدين ومعتقداته سهلة واضحة لكل ذي عقل وبصيرة، فلا يوجد في الإسلام تعقيد أو أمور مبهمة مجهولة، ولا يوجد في النصوص الصحيحة ما يتعارض مع العقل.
ولذلك نجد بين فترة وأخرى، إعلان أحد المشاهير في الغرب – من أهل السياسة أو الفن أو الرياضة – دخوله الإسلام.
أتساءل، كم واحد من المسلمين اليوم يحمل همّ نشر الإسلام وتبليغه إلى غير المسلمين؟
إننا للأسف نتكاسل أحيانا ونهمل حتى من محاولة دعوة الخدم الذين يعملون في بيوتنا – من غير المسلمين – إلى الإسلام!
نريد أن تكون الدعوة إلى مبادئ هذا الدين، بعيدة عن بدع وخرافات علماء «مؤتمر الشيشان» وبعيدة عن تكفير وتشديد علماء ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» ومرجعياتهم، وكذلك بعيدة عن ضلالات المذاهب المنحرفة.
أعتقد بأن أعظم وأفضل طريقة للدعوة إلى الله تعالى، هي حسن الخلق، والتعامل الراقي.
لقد عبّر المغني التائب عن عميق سروره من المعاملة الحسنة التي تلقّاها ممّن التقى بهم، فهذا الذي يدعوه إلى تناول الطعام، وآخر للشراب، وثالث يقدم له المساعدة، ورابع يناديه: يا أخي. وهي معاملة قد يندر وجودها في بلاد الغرب وأميركا.
كم نحتاج إلى أن نتخلّق بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، ونستجيب لوصاياه… فلقد دعانا إلى جميل الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، من مثل: الابتسامة، والتواضع، والتسامح، ولين الجانب، وبسط الوجه، والتراحم، وإفشاء السلام، وإغاثة الملهوف.
وكان عليه الصلاة والسلام، المثل الأعلى في ما يدعو إليه من أخلاق، ويكفيه ثناءُ ربّه عليه، إذ وصفه الله تعالى في كتابه بقوله «وإنك لعلى خلق عظيم».
أضف تعليق