لا يكاد موسم الحج ينقضي، إلا بحدوث العديد من المواقف النادرة؛ منها المؤلم ومنها الطريف، فبعد 23 عاما من الفراق، تجمع مكة المكرمة وفي موسم الحج بين شقيقين فلسطينيين لاجئين شرد الاحتلال عائلتهما عام 1948.
فالنكبة والمأساة الفلسطينية مازالت مستمرة منذ أكثر من 68 عاما؛ والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عمل على تهجير وقطع أوصال العائلات الفلسطينية، التي بقي أفرادها يمتلكهم أمل اللقاء والعودة معا لأرض الوطن المحتل.
أحمد حسن فاعور (أبو جمال) لاجئ فلسطيني، ولد في لبنان عام 1949، ويقيم حاليا في مخيم “البداوي” للاجئين الفلسطينيين، متزوج وله من الأبناء تسعة، هجرت عائلته من قرية “سحماتا” قضاء عكا التي كانت تقيم فيها، في الوقت الذي كانت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين، والتي انتهت باحتلال فلسطين وإعلان قيام دولة الاحتلال (إسرائيل) عام 1948، وفق إفادة نجله حسن في حديثه لـ”عربي21″.
وأشار حسن، إلى أن عمته نجيبة فاعور (أم سلمان)، التي ولدت في فلسطين عام 1948، وهاجرت إلى لبنان مع عائلتها وكان عمرها 30 يوما فقط، غادرت مخيم “البداوي” بعد زواجها عام 1983 إلى اليمن، وعادت إلى قطاع غزة عام 1993، برفقة قوات السلطة الفلسطينية، التي وصلت القطاع بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” اتفاق أوسلو.
وأكد حسن أن عمته أم سلمان، لم تر والده منذ 23 عاما، موضحا أن والده كان “كثير البكاء؛ حينما كان يتصل بأخته نجيبة ويسمع صوتها”.
وفي حديثه لـ”عربي21″، يصف الحاج أبو جمال، لقاءه بشقيقته نجيبة قبيل ذهابه للوقوف بعرفات، ويقول: “كنت في غاية الفرح والسرور، وسعيد بحجم الدنيا؛ وكانت أختي (أم سلمان) طايرة من الفرح، وفي كل دقيقة تمسك بيدي وتقبلها فرحا برؤيتي”.
ويظهر مقطع الفيديو، لقطات مؤثرة جدا لأول لقاء جمع بين أبو جمال وشقيقته بعد هذا الفراق الطويل، وقد انهمرت دموعهما فرحا باللقاء في موسم الحج.
وأكد اللاجئ الفلسطيني أبو جمال، أنه يشعر بـ”الفخر والارتياح” حينما يرى أي فلسطيني “سواء كنت أعرفه أم لا”، متمنيا “الانتصار للشعب الفلسطيني، وهزيمة وكسر دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنها السبب في هجرة وتشريد العائلات الفلسطينية”.
وأعرب عن أمله في وحدة كافة الفصائل الفلسطينية من أجل “هزيمة وتدمير إسرائيل”، كما قال.
من جانبها، تصف أم جمال لحظة لقاء زوجها فاعور بشقيقته وتقول: “كان موقفا في غاية الروعة والحنان، شعوري وقتها لا يمكن وصفه بالكلمات”، لافتة أن ما حدث يعكس “الحنين والشوق الكبير للعودة إلى فلسطين الحبيبة”.
وأوضحت، وهي تنتظر الذهاب إلى عرفات، أن اللقاء “حرك مشاعر الوطنية بداخلنا والعودة للوطن بعد تحريره من دنس الاحتلال”، منوهة إلى أن “اللقاء الأخوي أثر في جميع الحاضرين الذين بكوا جميعا؛ نساء ورجلا”.
أضف تعليق