طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الأمم المتحدة التي تعقد جمعيتها العامة هذه الأيام، بـ”اتخاذ قرارات جذرية تُعزز من سمعتها أكثر”.
وأضاف يلدريم في كلمته في المؤتمر الـ 26 للبريد العالمي، اليوم الثلاثاء، في إسطنبول، أن “هذه القرارات ينبغي أن تُنهي الخلافات الإقليمية المستمرة منذ سنوات، ويجب عدم السماح لوقوع الأشخاص الضعفاء ضحية، لبعض الدول المتنافسة عندما تتخذ تلك القرارات”.
وأعرب يلدريم، عن أمله أن تصل منظمة الأمم المتحدة في المستقبل إلى “مستوى تتمكن فيه من تقديم خدماتها التي تعتبر أكثر مواءمة مع الهدف الذي أنشأت من أجله”.
وفي ما يتعلق بمحاربة الإرهاب أشار يلدريم، إلى أن الهروب منه لن يجلب الأمن، وأن الخوف منه لن يُخلص أحدًا منه، مبيناً أنه فيما لو تم إخافة الإرهابيين فحينها سيُستتب الأمن، وستكون تركيا والعالم في أمان.
ولفت يلدريم، إلى أنه لا توجد منطقة في العالم تنعم بالأمن في الوقت الراهن، مضيفاً أن هناك نحو 60 مليون شخص لاجئ وبدون وطن في العالم، قائًلا: “إذا لم يتم حل مشاكل الأشخاص هؤلاء اللاجئين فلن يتم تطهير العالم من الإرهاب”.
ولفت يلدريم أن محيط تركيا (سوريا) “تشهد مأساة إنسانية منذ 6 سنوات، قُتل خلالها 500 ألف طفل، وشاب، وشيخ بريء، وترك 10 ملايين شخص آخرين مناطقهم وبلدانهم، منهم من غرق في البحر، وتركيا تحتضن 3.5 مليون منهم”.
وأوضح يلدرم، أن تركيا تقاسمت الخبز مع اللاجئين، وإن ذلك نابع من تاريخهم وتقاليدهم، مبيناً أن بعض الدول لم يتفهموا قيام تركيا بذلك، لكونهم ينظرون إلى كل شيء من منظور المال، قائلاً: “لن يفهموا ذلك، لأنهم حوّلوا كل شيء إلى النقود، إذا كان هناك نقود وجدت الإنسانية، وإذا لم تكن فلا يوجد أي شيء”.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد اجتماعاتها في الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون أول سنوياً، ودائماً ما يبدأ النقاش العام للدورة الجديدة في ثالث يوم ثلاثاء من سبتمبر/أيلول من كل عام.
وسيدور الموضوع الرئيسي للنقاش في هذه الدورة التي تستمر حتى الإثنين المقبل، حول “الأهداف الإنمائية المستدامة.. دفعة عالمية لتغيير العالم”، وقد وتم اقتراح هذا العنوان على أعضاء الجمعية العامة في اجتماعهم والتصديق عليه بنيويورك يوم 26 يوليو/تموز الماضي.
لكن لا يوجد ما يلزم رؤساء الدول والحكومات المشاركين في النقاش العام بالتحدث في كلماتهم (بما لا يزيد عن 10 دقائق) حول هذا الموضوع تحديداً حيث جرى العرف أن يتناول رؤساء الدول الأعضاء المشاركين في النقاش العام الحديث عن أهم القضايا الملحة التي تواجهها بلدانهم وعلى رأسها الأزمات في سوريا، واليمن، وليبيا، وجنوب السودان، وكوريا الجنوبية ومكافحة الإرهاب، والتداعيات الناجمة عن نزوح اللاجئين، والتغير المناخي.
وتتميز الدورة الـ71 للجمعية العامة هذا العام بعدد غير مسبوق من اللقاءات والاجتماعات الثنائية بين القادة والزعماء المشاركين.
وتشير بيانات الأمم المتحدة بخصوص أسبوع النقاش العام الذي سيبدأ اليوم الثلاثاء، إلى مشاركة غير مسبوقة من قبل زعماء دول العالم حيث أكد 86 رئيس دولة، و5 نواب رؤساء دول آخرى، و49 رئيس حكومة، و51 وزيراً، وولي عهد دولة عضو مشاركتهم رسميًا في النقاش العام.
أضف تعليق