طالما اعتقلت إيران مواطنيها بتهم التجسس لصالح دول أجنبية خصوصا الغربية في حين أن عملاءها وجواسيسها يصولون ويجولون في أوروبا لاسيما النمسا التي نفذت فيها عمليات إرهابية ضد معارضيها، أبرزها اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في الثمانينيات من القرن الماضي، بعد استدراجه لمفاوضات سرية في فيينا.
وكتبت صحيفة “دي برسه” النمساوية أن عدد جواسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في النمسا وصل إلى أكثر من 100 جاسوس من جنسيات إيرانية وأجنبية توزعت مهامهم بين الضغط على معارضي نظام طهران وجمع المعلومات عنهم أو الالتفاف على العقوبات الدولية ضد إيران أو غسيل الأموال.
وكان الكونغرس الأميركي قد قدّر جواسيس إيران في النمسا بحوالي 100 جاسوس استغلوا الحرية والديمقراطية في هذا البلد الأوروبي لتنفيذ أجنداتهم، حيث أصبحت النمسا البلد الأكثر رعبا للمعارضين الإيرانيين اللاجئين في البلاد الأوروبية منذ ثلاث عقود تقريبا.
وتذكر صحيفة “دي برسه” في تقريرها أن وزارة الداخلية النمساوية لا ترغب في إعلان موقفها تجاه كثرة تواجد الجواسيس الإيرانيين في البلاد مستندة بقانون الحريات في النمسا الذي أقرته منظمة الدفاع عن القانون النمساوي.
وكان الكونغرس الأميركي قد نشر تقريرا مفصلا حول إيران عام 2012 وخصص جزءا منه لجواسيس إيران في النمسا ذكر فيه أن “العاصمة فيينا مليئة بالجواسيس الإيرانيين”، وعزا ذلك إلى ثمرة العلاقات الجيدة بين فيينا وطهران بعد الثورة الإيرانية.
وذكرت الصحيفة النمساوية: “يعتقد الخبراء الأمنيون أن أكثر من 100 جاسوس إيراني يعملون لصالح أجهزة بلادهم الأمنية في النمسا وخلافا للتقرير الأميركي فإن مهماتهم لا تقتصر على الضغط ومراقبة المعارضين لنظام طهران فحسب بل تعمل هذه الشبكات في الالتفاف على العقوبات الدولية ضد طهران وعمليات غسيل الأموال”.
وبناء على مصادرها الخاصة أوضحت الصحيفة النمساوية أن البلدان الغربية تراقب اللاجئين العراقيين أيضا حيث يتم استغلال بعضهم في عمليات استخباراتية لصالح طهران.
ويقدر الخبراء عدد جواسيس إيران بثلاثين ألف عميل، موزعين في أنحاء مختلفة من العالم، يشاركون في التجسس وسرقة التكنولوجيا والهجمات الإرهابية والاغتيالات وفقا لتقرير سابق للبنتاغون، خصوصا وأن خامنئي يحث السلطات في بلاده على تطوير العمل الاستخباراتي والتجسسي بقوله إن “عمل الاستخبارات أصبح من العلوم المتطورة في العالم”.
أضف تعليق