عرضت القناة الرابعة في التلفزيون السويدي تقريراً استقصائياً عن عناصر مرتبطة بالنظام السوري وفصائل مسلحة أخرى، متهمة بارتكاب جرائم حرب داخل سوريا، يعيشون حالياً كلاجئين في دول أوروبية من بينها السويد.
ويعرض الوثائقي شهادات للاجئين أكدوا أن النظام السوري أرسل هؤلاء الأشخاص الذين يطلق عليهم “الشبيحة” في سوريا، إلى أوروبا للقيام بجرائم لصالح نظام الأسد.
وتم هذا التحقيق، حسب ما جاء بالوثائقي، بالتعاون مع منظمة “الكواكبي” لحقوق الإنسان، التي قدمت شهادات وأدلة ووثائق للبرنامج، كما قالت إنها زودت بها الشرطة والجهات الأمنية السويدية لمحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب في سوريا.
واتصلت “العربية.نت” بالمحامي رامي حميدو، رئيس منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان، المقيم في السويد، والذي حضر في الوثائقي الذي عرضته القناة الرابعة السويدية، والذي أكد أن هدفه من الحضور في هذا التحقيق التلفزيوني كان في إطار التحقيقات الجارية في قضية مجرمي الحرب السوريين الذين فروا إلى أوروبا، وكيف أن الحكومات الأوروبية لم تفعل أي شيء حيال ذلك حتى الآن”، على حد تعبيره.
وأضاف حميدو، بالقول: “بطبيعة الحال، نحن قدمنا لهم كافة المعلومات حول هؤلاء المجرمين والأدلة على تورطهم في جرائم حرب عبر مشروعنا في منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان تحت عنوان “مجرمون لا لاجئين”.
وردا على سؤال “العربية.نت”، حول التقديرات بأعداد هؤلاء الأشخاص المشتبه بهم، قال ممثل منظمة الكواكبي إن “العدد الذي تم توثيقه لدينا يقدر بحوالي 200 شخص وهذه الإحصائية تشمل مختلف الفصائل المتصارعة في سوريا، حيث لم ينحصر المشروع الذي نقوم به على فئة معينة أو لون معين من المجرمين المتورطين بجرائم الحرب في سوريا، ولكن الغالبية العظمى منهم كانوا من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له”.
وتابع: “تكمن المشكلة في أن هذه الأعداد أكبر من ذلك بكثير ونحن نعمل جاهدين على التحقق من جميع المعلومات في ضوء الإمكانيات الضعيفة لدينا، فالمشروع لم يدعم من أية جهة فقط القناة الرابعة السويدية مشكورين هم من دعموا هذه الفكرة”.
وحول أهداف نظام الأسد وأجهزته من إرسال هؤلاء الأشخاص إلى أوروبا، قال حميدو: “ليس النظام السوري فحسب، بل جميع حلفائه مشتركون بهذه المؤامرة، وأعتقد أن الجميع بات يعرف أن اللاجئين الذي قدموا إلى أوروبا باستثناء فئة مجرمي الحرب هربوا من سوريا، خوفاً من حمام الدم ومن المجازر المرتكبة هناك وطلباً للعيش بأمان في أي بقعة من الأرض، فأراد هذا النظام زراعة قنابل موقوتة هنا وهناك، الغاية منها تشويه صورة اللاجئين السوريين أمام العالم ومن جانب آخر بأنه كان يقف حائلا أمام هؤلاء المجرمين”.
وحول الإجراءات التي تقوم بها منظمة الكواكبي من أجل فضح هويات مرتكبي جرائم الحرب ومدى تجاوب السلطات السويدية أو باقي الدول الأوروبية قال رامي حميدو إن “العمل يدار بمهنية جيدة، حيث يتم تلقي البيانات عبر استمارات تم تصميمها خصيصا لهذا الأمر وتم توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتم متابعة المعلومات مهما كانت صغيرة لحين التأكد من صحتها عبر التواصل مع مقدمي البيانات تكون الإثباتات عبر شهادات أو صور أو مقاطع فيديو مثبتة وواضحة لا تدع مجالا للشك”.
وأضاف: “بالحقيقة هناك تجاوب بسيط لا يرقى لأهمية هذا الحدث الجهة الوحيدة التي تجاوبت معنا ودعمت هذا العمل هي القناة الرابعة السويدية، ولكن نأمل بالمرحلة القادمة خاصة بعد عرض هذا الفيلم أن يكون التجاوب أكبر على المستوى الأوروبي”.
أضف تعليق