أعرب المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، عن إعجابه ببسالة الشعب التركي في تصديه للانقلاب بحيث “أصبح نموذجا يضرب به المثل”.
جاء ذلك في تصريح صحفي للأناضول، عقب لقائه مع شخصيات من الجالية الإسلامية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من وزراء الحكومة التركية في مقر إقامتهم بمدينة نيويورك.
وأوضح عوض، أن المشاركين في اللقاء مع أردوغان أعربوا عن دعمهم للشعب التركي الذي تصدى في وجه المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا، في منتصف تموز/يوليو الماضي، وصونه للديمقراطية، قائلا: “رأينا شجاعة الشعب التركي الذي أحبط المحاولة الانقلابية، بشكل مثالي، وبصورة ينبغي الاقتداء بها من المنظور التاريخي، واستلهمنا الكثير مما فعله الأتراك من ناحية الوعي والتضحية والتميّز”.
وأردف: “نحن مسلمو أمريكا ندعم سيادة القانون والديمقراطية والحرية، ونأمل لتركيا مواصلة نجاحاتها وتفاؤلها، وبقائها فضاء للحرية والرخاء والتفاؤل”.
من جانبه، قال مير معصوم علي، ناشط في الجالية البنغالية ببروكلين (حي بنيويورك)، معلقا على اللقاء الذي جرى مع الرئيس التركي، “يسعدني للغاية قول أردوغان الحقيقة الإنسانية، وهو ليس رئيس للشعب التركي فحسب، بل هو بمثابة رئيس الأمة والعالم الإسلامي بأسره أيضا”.
وقالت الناشطة الأمريكية من أصول أفريقية، دونا نيل دمير، (متزوجة من تركي وأسلمت قبل 32 عاما)، قدمت من شيكاغو لحضور اللقاء،”صدمنا لدى سماعنا محاولة الانقلاب في تركيا، ومعظمنا دعونا لله من أجل تركيا وأمنها”.
هذا وأشار رئيس جمعية “زكاة” (مؤسسة خيرية دولية)، خليل دمير، إلى أن أردوغان أطلع مسلمي أمريكا على آرائه وعلى مايجري في سوريا والعراق، قائلا: “حقا أنه كان لقاءا مثمرا بشأن دور تركيا في الشرق الأوسط”.
ولفت إلى أنه عقب لقاء أردوغان، اتضح لديهم بأن الإعلام الأمريكي لم يعكس مجريات محاولة الانقلاب بشكل محايد ونزيه، قائلا: “عرفنا درس الشجاعة والتضحية الذي لقّنه الشعب التركي للعالم يوم 15 تموز/يوليو “.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
أضف تعليق