التسامح هذه الكلمة الجميلة والرائعة التي وللأسف ضاعت وتاهت في زماننا هذا ، بسبب الظلم والفساد والحروب الأهلية التي مزقت كيان ووحدة أوطاننا العربية والإسلامية ، هذه الكلمة ” التسامح ” التي أيقظت ضمائر الكثير من العقول التائهة والضائعة في موج الحياة القاسية ، هذه الكلمة التي هزت مشاعر وأحاسيس الكثير من القلوب التي نست وتناست معنى الإنسانية والرحمة ، فكم تحتاج شعوبنا العربية والإسلامية إلى هذا المصطلح ” العجيب والنادر ” المعروف بالتسامح والذي يبث روح الأمل والحياة في النفس العربية في ظل المناوشات والمنازعات اليومية التي نراها بأم أعيننا تحدث وتحصل في مجتمعاتنا الاسلامية .
فالتسامح هذه الصفة النبيلة التي تعزز فينا قوة وأهمية الغفران واتباع منهج العفو عند المقدرة ، وعدم التعصب للآراء الشخصية ، وحق الإنسان في التعبير عن رأيه دون المساس بمعتقدات الغير وتجريحهم ، ومناصرة الحق وعدم كتمانه ، والصبر على الإبتلاء ، حيث روي عن عبادة بن الصامت إنه قال : يا نبي الله أي العمل أفضل : قال الإيمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله قال : أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال : السماحة والصبر ” صدق رسول الله ” ، ومن خلال غرس مفهوم التسامح في النفوس وخلق بيئة مناسبة وإعلام ناجح ، وسياسة تتسم بالإعتدال ، وحرية منتظمة ، حين إذن نستطيع ان نجزم بان مفهوم التسامح سوف يصل إلى كل إنسان شريف وأصيل ، وذلك لكي ينشره على كل من خاب ظنه بالحياة ، أو ضاعت أحلامه وتبخرت ، أو سقط سهوا بدهاليز الأخطاء ، أو أصابه ظلم الأعداء ، فهكذا هي الحياة تعلمنا معنى الحفاظ على بث الروح والأمل والسعادة في النفوس .
وفي هذه الأيام اشتد الصراع الطائفي والمذهبي والعنصري في عالمنا العربي والإسلامي ، وأصبح البشر يتقاتلون فيما بينهم لأتفه الأسباب ، وأصبحت الشوارع مرتعا للفوضى والسرقة والنهب ، وأصبحت المصالح الشخصية تطغى على أهمية الإنسان ، وأصبح الإنسان لا قيمة له ، وفقد التعايش الإيجابي بين البشر ، ولهذا يوجه قرآننا الكريم خطابه إلى عموم العقول الإنسانية لتمارس حريتها التي منحها الله لهم من غير تعصب ، من خلال ممارسة التسامح الديني والفكري وكذلك السياسي ، وذلك لضمان التعايش السلمي مع الأديان المختلفة واحترام مناهجهم بطريقة فرض أدب الحوار والتخاطب .
وعليه فالتسامح يعتبر من أسمى الصفات الأخلاقية وأحد المبادئ الإنسانية القيمة التي أمرنا بها الله ورسوله الكريم باتباعها والعمل بها ، قال الله تعالى في كتابه الحكيم ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” صدق الله العظيم ، فالعفو عند المقدرة ، وتجاوز أخطاء الآخرين ، ووضع الأعذار لهم دون التطرق إلى ماضيهم ، والنظر إلى مزاياهم وأفعالهم الحسنة الإيجابية من دون التركيز على عيوبهم وأخطائهم يعزز فينا لحمة التكاتف والإخاء وروح المحبة والتعاون ونبذ الكره والتعصب ، فهذا يعتبر هو الطريق الصحيح لبداية خالية من الحقد والكره والبغضاء .
صح لسانك يا م.عادل
تبدأ اول شي بالتربيه الاخلاقيه وتبدأ من المنزل ثم تكبر حتى تصل الى الأمم والشعوب العربيه
الا وهي إلا بنذره تزرع في النفس حتى تكبر وتنتج للمجتمع.