أكدت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) أن إرادة الشعب السوري في حلب وعموم مدن وأرياف سورية لن تقهر ولن تكسر، مؤكدة أن إصرار هذا الشعب الأبي على تحقيق مطالبه وحقوقه لن يقود إلا إلى الانتصار.
كما ثمنت «حدس»، في بيان صحافي أصدرته مبادرة الحكومة الكويتية القائمة بالتداعى لعقد اجتماعات عربية واسلامية عاجلة لنصرة الشعب السوري في حلب.
وجاء في نص البيان: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ـ الشوري: 42).
في ضوء المستجدات الدولية والإقليمية، وفيما يجري على الأرض السورية، وما يتعرض إليه الشعب السوري في حلب وسائر المدن والأرياف ومواطن الاغتراب، وفي ظل ما يعترض التطلعات المشروعة للشعب السوري برغم التضحيات ودماء الشهداء الذي يشهد على تجاوز التخاذل الدولي كل مبادئ الاديان السماوية والقوانين والمبادئ والقيم التي قامت عليها الحضارة الإنسانية، وتأسست عليها المنظمة الدولية للأمم المتحدة.
وثبت للقاصي والداني، أن هناك إصرارا دوليا على حرمان أحرار سورية من حقوقهم الإنسانية الأساسية، يتم كل ذلك تحت ذرائع وادعاءات الحرب على الإرهاب، وحماية الأقليات، والحفاظ على وحدة سورية أو حماية مؤسسات دولتها التي تحولت إلى بيوت أشباح بعد أن هجرها 12.5 مليون لاجئ تناثروا في بقاع العالم.
لقد تجلى الانحياز الدولي واضحا في تغاضي الدول الكبرى عن تدفق عشرات الألوف من الميليشيات الطائفية عابرة الحدود إلى سورية للمشاركة في قتل السوريين، وفي تجاهله الجرائم المتكررة لروسيا وايران والبعث السوري في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد مدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة، وبدا هذا الانحياز في منع الدول الكبرى من تسليح السوريين بأنظمة الدفاع الجوية التي تعينهم على حماية حياتهم ودفع الأذى عنهم، وتكرر في رفض المجتمع الدولي لإقامة منطقة عازلة آمنة، تستبقي المهجرين والنازحين السوريين على أرضهم، وبلغ الانحياز بالمجتمع الدولي أنه أقر حصار ملايين السوريين في مدنهم وقراهم، ومارس أبشع الجرائم كما تناقلته المنظمات الانسانية وآخرها ما تناقلته منظمة انقذوا الاطفال بسقوط 300 طفل بين قتيل وجريح بسبب القصف الروسي والنظام البعثي على حلب خلال الايام الخمسة الماضية، اضافة الى أنواع غض الطرف حتى حين استهدفت القوافل الإنسانية للمنظمات الأممية.
إن الحركة الدستورية الإسلامية في ضوء المعطيات الإقليمية والدولية، وإدراكا لما يدبر ويحاك للشعب السوري ولمستقبل أجياله، وبعد أن تخلى المجتمع الدولي عن الوفاء بأبسط الالتزامات الإنسانية والدولية تؤكد ما يلي:
أولا- إن إرادة الشعوب، من إرادة الله، وإن إرادة الشعب السوري في حلب وسائر المدن والأرياف لن تقهر ولن تكسر بعون الله وأن هذا الإصرار على المطالب والحقوق لن يقود إلا إلى الانتصار.
ثانيا- ادانة جرائم النظام الروسي وايران والبعث السوري والدول التي تقف وراءهم في حق الشعب السوري المنكوب، ومطالبة دول العالم باعتبار ما تقوم به كل من روسيا وايران والنظام السوري المجرم جرائم حرب والدول التي تقوم بالجرائم دول مجرمة يجب احالتهم الى محكمة جرائم الحرب الدولية والسعي لإيقاف ممارساتهم الاجرامية على الفور.
ثالثا – تثمن الحركة وتقدر مبادرة الحكومة الكويتية القائمة بالتداعي لعقد اجتماعات عربية واسلامية عاجلة لنصرة الشعب السوري في حلب وتدعوها للتحرك حثيثا بالتنسيق الجدي مع مجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية وكافة المنظمات المعنية لبذل الجهود اللازمة لإيقاف نزيف الدم في حلب وباقي المدن السورية والضغط على داعمي نظام الإجرام وبالاخص روسيا وايران لوقف المجازر ونزيف الدم والانصياع للإرادة الدولية بإيقاف الحرب ضد شعب سورية والخروج سريعا منها وترك الشعب السوري يقرر مصيره.
رابعا – تدعو الحركة الدستورية الإسلامية إلى استمرار المدد الإنساني والإغاثي خاصة المناطق التي يفرض النظام الإجرامي حصاره الخانق على الملايين من أبناء المدن والأحياء السورية منذ سنوات حيث تتوالى عليها عمليات القصف الوحشي اليومي على المدنيين الأبرياء، وبكل أنواع الأسلحة حتى المحرم منها دوليا.
خامسا – تؤكد الحركة الدستورية الإسلامية على أهمية الدور التعليمي والتنويري، انطلاقا من ريادة ديننا الحنيف في نشر الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف، وما ينشأ عنهما من انحراف في الفكر والسلوك، المولد لكل أشكال الإرهاب.
سادسا- تدعو الحركة الدستورية الإسلامية أحرار سورية إلى السعي لبذل دور إيجابي فاعل، لتوحيد الصف وجمع الكلمة بالحوار المتواصل بين جميع المكونات.
سابعا – تدين الحركة الدستورية الإسلامية وتستنكر الصمت الدولي المريب، حول تدفق عشرات الألوف من المقاتلين الطائفيين تحت مسميات عدة وتعتبر أن دور هذه العصابات مشبوه يسعى إلى تغيير الخارطة الديمغرافية لسورية بالقتل الوحشي والتهجير القسري، لاستكمال حلقات فرض الحل العسكري وكسر إرادة الشعب السوري الأبي.
ختاما.. ترى الحركة الدستورية الإسلامية أن الشعب الذي ذاق طعم الحرية لن تكون قواه الوطنية والحية معبرا لجريمة تصفية الثورة، ولا جسرا تمرر عليه الإرادات الشريرة، للروس والإيرانيين والمتواطئين معهم، لا يأس ولا قنوط، بل تفاؤل وأمل، وعمل وعطاء، وبذل وتضحية، وتعاون على البر والتقوى، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
أضف تعليق