قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتعامل مع منظمة فتح الله غولن الإرهابية على أنها “خلايا سرطانية”، لافتا إلى أنه يتم فصل المنتمين لهذه المنظمة من العمل في المؤسسات العامة من أجل الحفاظ على الدولة.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة “روتانا خليجية”، تم بثها مساء الأحد، وتناول خلالها الرئيس التركي آخر المستجدات الإقليمية والمحلية.
وقال أردوغان إن “منظمة غولن الإرهابية نتعامل معها كأنها خلايا سرطانية؛ لذا نفصل المنتمين إليها (من العمل في المؤسسات العامة) للحفاظ على الدولة (..) هذه المنظمة من تقف وراء الانقلاب بهدف الاستيلاء على الدولة وعلى مفاصلها.. لقد استعجل عناصر هذه المنظمة في موعد الانقلاب في 15 يوليو/ تموز، وكشفوا على أنفسهم بأنفسهم”.
وأضاف: “كنا نعرف الذين ينتمون لمنظمة غولن، لكننا لم نكن نعرف أنهم خونة، ولا يمكن وصف هذه المنظمة على أنها جماعة إسلامية بل هي منظمة إرهابية”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة فتح الله غولن، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وردا على اتهام البعض لتركيا بمعاملة منظمة غولن الإرهابية مثلما فعلت مصر مع جماعة الإخوان المسلمين عقب إطاحة قادة الجيش هناك بالرئيس محمد مرسي المنتمي إلي الجماعة في يوليو/ تموز 2013، قال أردوغان: “التطورات في مصر مختلفة تماما عن تركيا، وزير الدفاع في مصر (عبد الفتاح السيسي) انقلب على رئيس الدولة، بعد ذلك قاموا بإجراء انتخابات صورية وليست واقعية، من ثم تبوأ (السيسي) هذا المنصب (الرئاسة)”.
واستدرك مضيفا: “لكن تركيا ليست كذلك فعندما وجهت نداءً للمواطنين بالتوجه إلى الميادين، خرج مئات الآلاف إلى الميادين، وتحدوا طائرات الـ إف 16 التي كانت تحاول إخافتهم، وأنا افتخر بشعبي، وقد ألهم الله الشعب النصر”.
وأشار أردوغان إلى أن “هذا الشخص (السيسي) كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس مرسي.. تصور أن وزير الدفاع في بلد يأتي وينقلب على رئيس الدولة هذا الأمر لا يمكن القبول به”.
على صعيد متصل، اشترط الرئيس التركي، إطلاق سراح مرسي، وجميع المسجونين على خلفية الإطاحة به لتطبيع العلاقات مع القاهرة.
وقال أردوغان: “الحكم الحالي في مصر هو حكم الانقلاب.. ليس هناك حكومة جاءت بطريقة ديمقراطية.. حدث انقلاب على الشرعية في مصر، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ، ولا بد من فتح المجال أمام الديموقراطية”.
وأضاف أن “الرئيس (محمد) مرسي (أول رئيس مدني منتصب في مصر) الذي انتخب بأغلبية 52% في السجن، وكثير من أصدقائه في السجن، وحُكم على بعض منهم بالإعدام، فلا بد من حل هذه المشكلة”.
وتابع: “إذا تم إطلاق سراح هؤلاء يمكن البدء في تطبيع العلاقات، فلا يوجد مشكلة بيننا وبين الشعب المصري وهناك روابط تاريخية بيننا”.
واعتبر الرئيس التركي أنه “من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر، لكن على مستواي لا أقبل أن يكون هناك اتصال، واعتبره أمرا غير أخلاقي”.
أضف تعليق