كشف تقرير لصحيفة تايمز البريطانية جانبا من المعاناة الهائلة التي يلاقيها أهل حلب. وقالت كاتبة التقرير هنا سميث إن الجوع والخوف الذي يحدق بأهل المدينة من القصف المستمر لقوات الأسد والقوات الروسية جعلهم “خارج الحضارة والمدنية”.
فقد وصفت الكاتبة سكان المدينة كيف يقبعون في منازلهم مترقبين التقارير الإخبارية التي يبثها المذياع عن صفاء الأجواء وسماء المدينة بين كل غارة جوية وأخرى قبل أن يهرعوا خارجها بحثا عن لقمة تسد رمقهم، بعد أن كانت المدينة تنبض بالحياة.
وأشارت إلى “ترقب الموت” من قبل الحلبيين الذين ألجأتهم الحاجة قبل ذلك إلى وسائل مبتكرة للتغلب على الحرمان من الحياة في مدينتهم، كاستخدام الألواح الشمسية عندما ارتفعت أسعار وقود المولدات أو مواصلة الدراسة بالأقبية هربا من القصف، وهم يحسبونه ساقطا عليهم من السماء.
ووصف المواطن منذر التقي الوضع بأنه أصبح “سجن الأسد”. وأصبحت المدينة خارج التاريخ والحضارة وهي تتعرض لهجمات برية وجوية، والمواد الغذائية والطبية بدأت تنفد، ولم يعد هناك سوى الأرز والعدس والفاصوليا والحمص “وما من أحد يشتري اللحم لعدم توفر الغاز لطهيه”.
وأضاف أنه لا يجد الحليب لطفله ابن الستة شهور، وأن الجميع بدأ يعاني من نقص الوزن، وخاصة زوجته التي “لا تجد ما تأكله لإرضاع طفلها”.
بينما قال أحد القادة العسكريين في الجيش السوري الحر ويدعى إبراهيم حمو إن “الروس يحرقون الأرض والمليشيات تتقدم داخل المواقع المدمرة، وهذا هو تكتيكهم: سياسة الأرض المحروقة”. وأضاف أن “الطائرات الروسية تشكل ضغطا هائلا على جبهاتنا إلى جانب التدمير المنهجي للبنية التحتية للمدينة”.
أضف تعليق