توقع خبير مغربي مختص بالشأن السياسي والانتخابات أن يتصدر حزب “العدالة والتنمية” (إسلامي يقود الائتلاف الحكومي) نتائج الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم الجمعة المقبل، يليه حزب “الأصالة والمعاصرة” (يمين معارض).
وفي حديث مع الأناضول، قال “مصطفى اليحياوي”، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الدار البيضاء والخبير في الجغرافيا الانتخابية، إنه إذا جرت الانتخابات في ظروف طبيعية، فإن حزب “العدالة والتنمية” سيتصدرها بعدد من المقاعد يتراوح بين 97 و 108 من أصل 395 مقعداً في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، متبوعاً بحزب الأصالة والمعاصرة بعدد من المقاعد يتراوح بين 76 و83 مقعداً.
وأضاف اليحياوي أن توقعه بشأن تلك الانتخابات استند فيه على مسارين، الأول مبني على الدراسة العلمية التي اعتمدت على نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2011، وكذلك الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في سبتمبر/ أيلول 2015.
وأوضح أن المسار الأول أفضى إلى أن “هناك خريطة انتخابية ممكن توقعها، و ستكون هناك قطبية حادة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة”، مشيراً إلى أن “تطور الكتلة الانتخابية لهذين الحزبين أفضت إلى حصولهما على 47 بالمائة من مجموع الأصوات في انتخابات 2011 و 2015”.
وبناء على هذا المسار-بحسب الخبير نفسه- فإن لحزب “العدالة والتنمية” حظوظا بتصدر هذه الانتخابات، فيما لن تحيد المرتبة الثانية عن حزب “الأصالة والمعاصرة” ، بينما يأتي حزب الاستقلال (محافظ) في المرتبة الثالثة بعدد من المقاعد تتراوح بين 64 و66 مقعداً.
أما المسار الثاني، فيستند حسب اليحياوي على “ما جرى من سلوكيات وتطورات سياسية في الشهور الخمس الأخيرة، وتضييق بعض رجال وأعوان السلطة على بعض المرشحين (لم يحدد انتماءاتهم)”، معتبراً أنه في “هذه الظروف يصعب القول إن الخريطة الانتخابية يقع التنافس فيها فقط بين الأحزاب”، في إشارة منه إلى الاتهامات الموجهة لبعض رجال السلطة بالتدخل لصالح حزب “الأصالة والمعاصرة” الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، وزير الداخلية السابق، قبل أن يستقيل منه ويعيَن مستشاراً للعاهل المغربي الملك محمد السادس. ويوصف الحزب بكونه يمتع بنفوذ كبير داخل دوائر القرار والسلطة في البلاد.
وبناء على هذا التحليل، أعرب الخبير المغربي عن توقعه أن يحصل حزب “العدالة والتنمية” على مقاعد قد تتراوح ما بين 90 و93 مقعداً، لكنه سيحتفظ بالمرتبة الأولى.
ورأى أن السياق الذي تجرى فيه الانتخابات والتقاطب الحاد بين حزبي “العدالة والتنمية” و”الأصالة والمعاصرة”، سيؤثر على باقي الأحزاب الأخرى مثل التجمع الوطني للأحرار (وسط مشارك في الحكومة)، والحركة الشعبية (يمين مشارك في الحكومة) والاتحاد الاشتراكي (يسار معارض)، حيث “سينهل حزب الأصالة والمعاصرة من رصيدها الانتخابي كثيرا”.
وتأتي توقعات اليحياوي في نفس الاتجاه الذي ذهب إليه المحلل السياسي المغربي “محمد شقير” في مقابلة سابقة مع الأناضول قال فيها إن “الانتخابات المقررة الجمعة، لن تحمل أية مفاجآت في النتائج، وإن الصراع ينحصر ما بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة وهو ما يميز المشهد الانتخابي بالبلاد، باعتبارها المرة الأولى التي يخوض فيها حزبان قويان الانتخابات”.
ومن المقرر أن يشهد المغرب انتخابات تشريعية يوم الجمعة المقبل، بعد قيادة حزب “العدالة والتنمية” الائتلاف الحكومي للمرة الأولى في تاريخه، وهي انتخابات مباشرة يختار خلالها المغاربة ممثليهم بمجلس النواب، ويعين الملك رئيس الحزب الفائز رئيساً للحكومة إذا حصل على الأغلبية، أو يشكل تحالفاً يوفر الأغلبية لحكومته بالبرلمان.
ويشارك في هذه الانتخابات البرلمانية المباشرة 30 حزباً سياسياً من مختلف التوجهات السياسية، فيما يقاطعها حزبان هما “النهج الديمقراطي” (يسار ماركسي)، والحزب المغربي الليبرالي (يمين).
وتشتد المنافسة في هذه الانتخابات بين “حزب العدالة والتنمية” الذي تصدر الانتخابات البلدية في كل المدن الكبرى وأغلب المدن المتوسطة بالبلاد في سبتمبر/أيلول 2015، وحصل على أكبر عدد من الأصوات في ذلك السباق، إضافة إلى حصوله على المرتبة الأولى في عدد مقاعد الانتخابات الجهوية، وبين “حزب الأصالة والمعاصرة” المعارض الذي حصد أغلب أصوات القرى في البلديات الأخيرة، وحصل على أكبر عدد من المقاعد بها، و”حزب الاستقلال” (محافظ) الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية) في أكتوبر/تشرين أول 2015.
أضف تعليق