قالت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، اليوم الخميس، إن تدريب خفر السواحل الليبي بطلب من “حكومة الوفاق” سيبدأ في 24 من الشهر الجاري.
وأوضحت بينتوتي في إحاطة أمام مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) نقلها التلفزيون الإيطالي الرسمي: “لقد قدمت السلطات الليبية في حكومة الوفاق طلبين (لم يحدد موعد تقديمهما)؛ الأول يتعلق بالمساعدة على السهر على مراقبة عمليات الاتجار غير المشروع بالأسلحة والذي ينتهك الحظر الدولي (أقره مجلس الأمن عام 2011)، والثاني حول تدريب خفر السواحل الليبي البحرية والذي سنشرع به في 24 من الشهر الجاري”، دون مزيد من التفاصيل عن عدد القوات ومكان التدريب.
وأشارت إلى أن “الفرقة الإيطالية العاملة في ليبيا مهمتها تتعلق فقط في الإطار الذي طُلب منها من حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج؛ أي حماية المستشفى الميداني الذي يتم العمل عليه (في مدينة مصراته غربي البلاد)، ويعنى القسم الأول منها بالشؤون الصحية، والثاني بالدعم اللوجستي، والثالث مكلفة بالحماية كما ترافقها سفينة وطائرة حربيتان”.
وأضافت: “بدأ نشرها (الفرقة الإيطالية دون تحديد عددها) في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، وفي 18 منه بدأ تشغيل أول الأقسام الطبية، ومن المتوقع أن يصل المستشفى الميداني إلى التشغيل الكامل بين 15 و20 أكتوبر/تشرين الأول”.
وأردفت: “نحن ندرك هشاشة الهياكل الحكومية الليبية والتوترات مع الجنرال خليفة حفتر (قائد القوات الموالية لمجلس النواب المنعقد في طبرق، شرقي البلاد)، لكننا نأمل في ألا تكون هناك أي صعوبات”.
وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/آذار 2016، إلا أنها لم تحض بثقة مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.
وتعد ليبيا محطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون من دول شمال أفريقيا وجنوب الصحراء نحو دول الاتحاد الأوروبي وتعد إيطاليا أبرز محطات استقبال سفنهم التي تقطع البحر المتوسط وذلك لقرب المسافة بين السواحل الليبية والإيطالية.
وحول الإيطاليين المختطفين في ليبيا، شددت الوزيرة الإيطالية، على “ضرورة الحفاظ على السرية التامة فأجهزة الحكومة الأمنية المعنية تبذل أقصى قدر من الجهد على هذا الصعيد”.
وفي 19 سبتمبر/أيلول الماضي، اختطف مسلحون مجهولون ثلاثة عمال أجانب (إيطاليين اثنين وكندي) يعملون في شركة “كونيكوس” الإيطالية المتخصصة في أعمال البناء والتشييد، على الطريق المؤدي لمطار مدينة “غات”، جنوبي ليبيا.
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف حتى اليوم، لكن المتحدث باسم القوات المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، شرقي البلاد، أحمد المسماري، اتهم في وقت سابق، تنظيم “القاعدة” بالتورط في العملية، بحسب بيان اطلعت عليه الأناضول، فيما قال مصدر أمني ليبي تابع لحكومة الوفاق، اليوم، إن غرفة العمليات المعنية بالبحث عن العمال الثلاثة، تمكنت من تحديد هوية الخاطفين ومكان وجودهم.
وتنشط في المثلث الحدودي بين ليبيا والجزائر والنيجر، عدة جماعات مسلحة وعصابات تهريب محلية، على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم “الملثمون” بقيادة مختار بن مختار، المنشق عن الأول.
أضف تعليق