قالت سميرة ضوايفية، البرلمانية الجزائرية التي شاركت في سفينة “زيتونة” لكسر الحصار عن قطاع غزة، إن السلطات الإسرائيلية مارست على المشاركات “ضغطا نفسيا رهيبا” لدى توقيفهن وخلال التحقيق معهن.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقدته “ضوايفية” بمقر حزبها حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي جزائري)، اليوم السبت، في الجزائر العاصمة.
وأوضحت “ضوايفية” أن 14 جنديا إسرائيليا “اقتحموا السفينة زيتونة بعد محاصرتها بقوارب صغيرة، وبعد الاقتحام بدأوا بجر السفينة إلى ميناء أسدود”.
واعتبرت النائب في البرلمان الجزائري ما حدث، بأنه “اختطاف قسري في المياه الدولية، حيث تمت على إثر ذلك مصادرة الأجهزة الخاصة بطاقم قناة الجزيرة (القطرية)، وتم أخذ جميع الحقائب وآلات التصوير ووثائق المشاركات، وجرى تصويرنا بشكل مكثف لقد كنا تحت حصار من الترهيب لعدة ساعات”.
وذكرت ضوايفية أن “الإسرائيليين مارسوا على المشاركات ضغطا نفسيا وذهنيا وعصبيا رهيبا، حيث مكثن جالسات 8 ساعات من قرصنة السفينة حتى الوصول إلى ميناء أسدود (الإسرائيلي)”.
وعن معاملة الإسرائيليين للمشاركات قالت المتحدثة “لا يمكن أن أتحدث عن معاملة وأنا اختطفت بشكل غير أخلاقي، وهذا أسوأ أنواع المعاملة”.
ونقلت المتحدثة أنه “بوصول زيتونة إلى ميناء أسدود كانت ترسانة من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، طلبوا منا أن تحمل كل واحدة حقيبتها، وتم تحويلنا لمستودع كبير حيث تم تصويرنا بشكل مكثف كأننا مجرمات، وتم عرض الحقائب على أجهزة المسح (الإشعاعي) وحملت كل مشاركة سوارا في يدها عليه رقم رباعي، وتم عرضنا لاحقا على فحص طبي”.
وطلب المحققون الإسرائيليون، وفق المتحدثة “معلومات شخصية لكل مشاركة، وقال أحدهم: إن السلطة العسكرية الإسرائيلية سلمتكم للسلطة المدنية .. لقد اخترقتم المياه الإقليمية الإسرائيلية”.
وشرحت “ضوايفية”، أنه بعد جمع المعلومات الشخصية منا، سُلمت لنا ورقة باللغة الإنجليزية فيها اعتراف بأن الموقع عليها دخل إسرائيل بطريقة غير قانونية، ويمنع بذلك من دخول البلاد لمدة 10 سنوات، و قالت “رفضت التوقيع على الورقة واشترطت حضور المحامي الخاص بي”، دون توضيح ما إذا كانت وقعت أم لا.
وتابعت “بعدها تمت إحالتنا إلى الزنازين في سجن (لم تذكر اسمه) كئيب ودورات مياه متسخة وحشرات من كل نوع”.
وتحدثت “ضوايفية” عن “محاكمة” جرت لهن في بهو السجن، وخلال المحاكمة التي جرت على مرحلتين، على حد قولها، كانت الأسئلة “عن سبب قدومنا إلى هنا، وبأننا دخلنا إسرائيل بطريقة غير قانونية والقاضي أخبرني بأن فترة اعتقالي سيتم تمديدها، وكانت المفاجأة أنني في الطريق إلى مطار بن غوريون برفقة 3 أشخاص”.
وتم ترحيل “ضوايفية”، نحو مطار فرانكفورت بألمانيا لتنقل الجمعة في أول طائرة نحو الجزائر العاصمة.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أمس الجمعة ترحيل 12 ناشطة، من بينهم ضوايفية، تم توقيفهن، قبل 3 أيام، على متن سفينة “زيتونة” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليه، قبل اعتراضها واقتيادها من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية إلى ميناء اسدود الإسرائيلي.
وأبحرت سفينة “زيتونة”، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، من ميناء “مسينة” بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، على متنها 30 ناشطة من جنسيات مختلفة بينها (إسبانيا، والسويد، والنرويج، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة).
وتفرض إسرائيل حصاراً على سكان القطاع منذ نجاح حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/كانون ثان 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/ حزيران 2007.
أضف تعليق