“حادث إطلاق النار الذي وقع أمس (الأحد) بالقدس وأفضى إلى مقتل لفنا مليحي 60 عاما والرقيب أول يوسي كريما 29 عاما، يتوقع أن يصبح في قادم الأيام الحادث الذي بشر بعودة البندقية كرمز للنضال الفلسطيني”.
جاء ذلك في مقال لـ”آفي يسسخروف” المحلل الإسرائيلي للشئون العربية بموقع “walla” لدى تعليقه على عملية القدس التي نفذها الشهيد مصباح أبو صبيح (40 عامًا) الملقب بـ”أسد الأقصى”، الذي أطلق النار على عدد من الإسرائيليين فقتل اثنين أحدهما رجل شرطة وأصاب ثمانية آخرين، قبل أن تقتله شرطة الاحتلال بحسب مصر العربية
وأضاف “يسسخروف” في مقال بعنوان “لم يعد شابا يحمل سكين: الهجوم الذي يتوقع أن يعيد البنادق للفلسطينيين”:سيكون هناك من يزعم أن هذا الهجوم ليس فيه حقيقته شيئا جديدا، فقد وقعت هجمات ضد إسرائيليين بالقرب من منطقة جفعات هتحموشت في السنوات الماضية، وقتها أيضا سقط قتلى ومصابون- لكن وقتها فقط استخدمت السيارات والبلدوزرات والسكاكين كأدوات قتل”.
وقال المحلل الإسرائيلي إنه من خلال تتبع وسائل الإعلام الفلسطينية ووسائل التواصل الاجتماعي يتولد شعور بأن هناك الكثير من العناصر تحاول تحويل هذا الهجوم إلى نقطة انطلاق جديدة في إطار “انتفاضة القدس”، أي تحويلها إلى انتفاضة مسلحة، وعدم الاكتفاء بعمليات الطعن والدهس.
واعتبر أن نجاح العملية والضجة الإعلامية الفلسطينية التي رافقتها بالحديث عن “مقتل صهيونيين” يجعل من السهل تحول الهجوم الذي بات ينظر له الفلسطينيون كإنجاز إلى نقطة تحول في عملياتهم القادمة.
وتابع :”كذلك، حظيت العملية بإطراء جميع الفصائل الفلسطينية، بدءًا من حماس وصولاً إلى فتح، من المثير أن الطريقة التي أعلنت بها حماس انتماء المخرب لها وأنه واحد من أبنائها، بينما تبذل قصارى جهدها في غزة لتتجنب احتكاكا مع إسرائيل”.
بذلك- والكلام لـ”يسسخروف” تحاول حماس رسم معادة الدماء: في الضفة نفعل ما يحلو لنا- وفي القطاع نتجنب مواجهة إسرائيل. هناك في غزة لدى حماس ما تخسره، بينما في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فإن الجهات الوحيدة التي تخسر النقاط لدى الرأي العام بعد حوادث كهذه هي السلطة الفلسطينية وفتح”.
الرعب الإسرائيلي من عودة العمليات المسلحة، عبر عنه محلل “walla” بقوله:”بذلك فإن هذا الهجوم، وما يرافقه يمكن لا قدر الله، أن يثير مجددا الحافز للعودة للهجمات القديمة، مثلاً كما في سنوات السبعينيات والثمانينيات وبالطبع تلك التي جاءت مع بداية العقد الماضي. توجد الكثير من الأسلحة بالمدن الفلسطينية، وكذلك في قرى وأحياء القدس الشرقية. صحيح أن الرشاشات البدائية أصبحت خلال الشهور الأخيرة باهظة الثمن وصعب الحصول عليها نتيجة للنشاطات المكثفة لقوات الأمن الإسرائيلي، لكن لا يمكن الركون لما حققناه هنا، فمن يملك بضعة آلاف من الشواكل ويريد تنفيذ هجوم، يمكنه الحصول بسهولة على “كارلو”، البندقية الفلسطينية البدائية”.
أضف تعليق