اتهم زعيم جماعة الحوثي في اليمن، عبدالملك الحوثي، اليوم الخميس، أمريكا بـ”التمهيد لعملية عدوانية” تستهدف محافظة الحديدة، الواقعة على البحر الأحمر، (غرب)، على خلفية الضربات الأمريكية لمواقع بمناطق خاضعة لسيطرة الجماعة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في وقت سابق الخميس، أن الجيش الأمريكي شن ضربات بصواريخ كروز على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين ردا على هجمات صاروخية فاشلة، يومي الأحد والأربعاء الماضيين، على المدمرة “ماسون”.
وقال زعيم الحوثيين في بيان نشرته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة مساء اليوم: “الأمريكي (الولايات المتحدة) يسعى بجريمته (قصف الرادارات) إلى التمهيد لعملية عدوانية تستهدف الحديدة”.
ويخشى الحوثيون من أن يؤدي التحرش بالمدمرة الأمريكية إلى شن عملية عسكرية للتحالف العربي بدعم أمريكي، للسيطرة على محافظة الحديدة التي تشرف على أكثر من نصف الشريط الساحلي لليمن على البحر الأحمر؛ لضمان سلامة الملاحة الدولية والسفن الحربية من أي هجوم.
وفي ذات السياق، نقلت وكالة “سبأ” الخاضعة للحوثيين، على لسان مصدر مسؤول في المجلس السياسي الأعلى المشكل بالمناصفة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح (لم تسمه)، أن الاستهداف الأمريكي لمواقعهم كان متوقعا.
وقال إن هذا الاستهداف يعد مقدمة لـ”تدخل مباشر لها في منطقة الساحل اليمني لحسابات استراتيجية تخصها من أجل السيطرة على باب المندب وساحل الحديدة”.
وجدد المصدر المسؤول التأكيد على “عدم استهداف الجيش واللجان الشعبية (التابعان لهم) لأي سفينة حربية أو غير حربية في المياه الدولية (في إشارة للمدمرة الأمريكية)”، وذلك في ثالث نفي للجماعة خلال يوم واحد، لقصف المدمرة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الناطق الرسمي للجيش الموالي للحوثيين، العميد شرف لقمان، في تصريح صحفي، استعداهم الكامل للتعاون مع أي جهه أممية أو دولية، للتحقيق فيما وصفه بـ”الادعاءات الأمريكية ومعاقبة المتسببين أيًا كانوا”.
وفي سياق غير بعيد، قُتل مسلح من الحوثيين وأصيب آخرين، اليوم، في هجوم خاطف شنته المقاومة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على نقطة تفتيش بمدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، حسب بيان للمركز الإعلامي للمقاومة في المدينة.
على صعيد متصل، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، 4 غارات جوية على مواقع للحوثيين وقوات صالح في مطار الحديدة الدولي، جنوبي المدينة، حسبما قال شهود عيان للأناضول لم يتحدثوا عن سقوط ضحايا.
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام ونصف بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة.
وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
أضف تعليق