لعلها المرة الأولى التي يعترف بها النظام السوري بأن إطلاق نار جرى في وقت سابق من العام 2012 كان قريباً جداً من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد وفق ما قالته زوجته في حوار مع قناة “روسيا24” تم نشره مترجماً اليوم الثلاثاء على صفحة الأسد الفيسبوكية.
وكانت المذيعة التي أجرت اللقاء، قد سألت زوجة الأسد عن عملية الهجوم على وزارة الدفاع وكيفية تأثيره على أولادها والأسد بطبيعة الحال، فأقرت أسماء الأسد أن إطلاق النار كان قريباً جداً، وأن أولادها شعروا بالخوف: “الحدث الذي تشيرين إليه وقع عام 2012 أي في بداية الأزمة. حين ذاك كان ابني الأكبر في العاشرة، والأصغر لا يتجاوز السابعة، وبالتالي من المفهوم أن الأطفال جميعهم شعروا بالخوف، لأن صوت إطلاق الرصاص كان قريباً جداً”.
ويبدو أن تأثير إطلاق النار الذي وصفته أسماء الأسد بـ”القريب جداً” على أولادها، كان كبيرا جداً وخطراً إلى درجة أنها قالت: “في الصباح الذي حدث فيه الهجوم، عرفت أن هذه اللحظة ستكون إحدى أكثر اللحظات تأثيراً في طفولتهم”. أمّا عن نفسها فقالت: “شعرتُ غريزياً أنني لا أريد الهرب أو الاختباء”. ما يؤكد أن إطلاق النار كان قريباً من عائلة الأسد إلى الدرجة التي كان معها الاختباء أو الهرب هو رد الفعل الأول.
إلا أن أسماء الأسد لم تتحدث عن وضع زوجها بعد عملية إطلاق النار القريب جداً، علماً أن المذيعة كانت ذكرت الأسد في صيغة السؤال.
وتهرّبت أسماء الأسد من السؤال الذي وجهته إليها المذيعة، عندما قالت لها: “عذراً منكِ. لقد صدمني ذلك الرجل الذي قال لكِ: “لا أستطيع شراء حتى دجاجة لأسرتي”! إلا أن زوجة الأسد فضّلت التهرب من الإجابة الدقيقة على السؤال، وكانت إجابتها في إطار عموميات إلى درجة لا يمكن اقتباس شيء منها، رغم ما يحمله هذا السؤال من فضح لادعاءات النظام السوري بأنه يوفر التعويضات المناسبة لذوي قتلاه ومصابيه.
يشار إلى أن اللقاء المشار إليه، كان بمجمله تلميعاً لصورة زوجة الأسد، لأن أغلب الأسئلة انصبّت على”جهودها وعملها الخيري” دون أن يحفل اللقاء بأي سؤال عن ما إذا كان لدى الأسد خيارات أخرى غير التي اختارها، وأدّت إلى تدمير سوريا وقتل مئات الآلاف من أهلها وتشريد الملايين لجوءا ونزوحاً وتشرداً، بسبب خيار الحرب والقتل الذي انتهجه منذ بداية الأزمة.
الطفل السوري الغريق “إيلان” والطفل السوري الآخر الذي تحدثت عنه كل وسائل الإعلام في العالم وأحدث ضجة إعلامية ضخمة غير مسبوقة، والمعروف باسم “عمران”، كان لهما نصيب مما دار آخر اللقاء، إلا أن إجابات أسماء الأسد كانت مثل إجابات زوجها، التي تستخف بمثل تلك المآسي التي هزت العالم، إلا أنها لم تجد من زوجة الأسد، سوى أن “إيلان” مثله مثل بقية الأطفال، وكذلك “عمران”. متهمة الغرب بالتحيز في قضيتهما، ومطالبة بالتركيز على أطفال آخرين، على حد زعمها في الحوار المشار إليه.
أضف تعليق