تـتصاعد المخاوف من عمليات انتقامٍ طائفية قد ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي التي تشارك في معركة الموصل رغم التطمينات العراقية والأميركية بعدم دخول أي قوات باستثناء الجيش والشرطة إلى الموصل، لكن سيناريو الفلوجة والانتهاكات التي حصلت في تلك المعركة تعيد إحياء تلك المخاوف.
حمام دم.. هذا ما تخشاه دول ومنظمات لوجود ميليشيات الحشد ضمن تشكيلات معركة الموصل.
المعلومات عن حجم مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة الموصل مازالت مبهمة رغم تطمينات رسمية متكررة بهذا الشأن.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بعدم دخول أي قوات غير الجيش والشرطة للموصل، وهذا ما اعتبره زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رسالة طمـأنينة.
ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إنهم سيضمنون أن يسلك المدنيون النازحون من الموصل ممرات آمنة لدى خروجهم منها، وأن السلطات ستشرف على نقاط التفتيش.
التعهدات ذاتها أطلقت قبل وأثناء معركة استعادة مدينة الفلوجة من تنظيم “داعش” في يونيو الماضي، لكن الوعود الرسمية العراقية والأميركية بتحجيم دور ميليشيات الحشد الشعبي التي يقدر عددها في محافظة نينوى بنحو 40 ألفا لم يحدث تأثيراً يذكر.
دخل الحشد الشعبي إلى الفلوجة لتتوارد الأنباء عن انتهاكات بحق السكان، وقيل إن مقاتليه أطلقوا النار على رجال وصبية وذبحوا مدنيين، معلومات تقاطعت لاحقاً مع التحقيقات التي أجرتها السلطات العراقية المحلية.
وتقول الأمم المتحدة إن لديها قائمة بأسماء أكثر من 600 شخص اختفوا على يد مقاتلي الحشد أثناء معركة الفلوجة، وإن 50 آخرين أعدموا على الفور أو عذبوا حتى الموت.
لهذا يخشى زعماء سنة بالعراق ودبلوماسيون غربيون كما سكان محليون من أن ترتكب عناصر الحشد الشعبي تجاوزات أسوأ في الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، هي التي توعدت بتحدي أي جهد أميركي للحد من دورها في معارك مقبلة ضد تنظيم “داعش”.
رد الحكومة على إصرار الميليشيات دخول الموصل جاء بتعويضها إلى معركة أخرى في مدينة الحويجة شمال العراق، هذا فضلاً عن مشاركتها في أطراف الموصل، حيث يتحضر مقاتلو الحشد لاجتياحها، الأمر الذي يثير أيضاً مخاوف لدى المسؤولين العراقيين ومسؤولي الإغاثة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية من وقوع أعمال انتقامية طائفية عندما يطرد “داعش”.
أضف تعليق