يزداد الأمر تعقيدا في مدينة حلب السورية وريفها بعد انتهاء الهدنة وعودة الاشتباكات بين النظام السوري وحلفائه والفصائل المعارضة المقاتلة دون تحقق أي تقدم في الملفات العالقة .
قال الكاتب والصحافي السوري عدنان عبد الرزاق” إنه من الصعب جدا ” تنازل أو خسارة أحد الطرفين عن حلب، لأنها بيضة قبان الثورة السورية الآن، لما تحمل هذه المدينة من كثافة سكانية وأهمية جغرافية ورمزية تاريخية”.
وأضاف: أنه بالأمس أعلنت بعض الفصائل المقاتلة على الأرض”نور الدين الزنكي” عن معركة تحرير حلب “لكننا رأينا أن النظام يتقدم ويدخل مناطق جديدة منها مدرسة عسكرية اليوم” .
وقال “بعيدا عن التكتيك اليومي الذي يجري بهذه المدينة، أظن من يكسبها، ستزيد فرصه على الطاولة”.
ولكن عبد الرزاق يرى أن ثمة توافق اقليمي ودولي، إن لم نقل اتفاق حولها “أي تسليمها للنظام و ترك بعض أحيائها الشرقية بيد الثوار على أن يسيطر النظام على جلها بدليل الصمت التركي عن حلب والانشغال اليوم بمعركة تل رفعت التي يسيطر عليها الأكراد والتفكير بمنطقة آمنة حدودها حلب بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك”.
وناقش عبد الرزاق فكرة التوافق حول نقل مقاتلي جبهة فتح الشام واعتبر أن “السؤال إلى أين سيذهبون لطالما تم التوافق على تصنيفهم كمنظمة ارهابية هل الى ادلب، بمعنى وماذا بعد أن يذهبوا إلى ادلب، هل في ذلك مسوغ لقصف ادلب، أم فرض ترحيلهم منها؟ “.
وتساءل إلى أين سيرحلون وقتذاك “وادلب آخر حدود سوريا من الشمال الغربي وآخر منطقة محررة”.
مختصر القول، كما يلفت عبد الرزاق ، أن ما يجري بحلب ” لن يكون يسيرا أو محققا لما يفرضه أصدقاء الثورة الاقليميين “.
بمعنى هو لا يعتقد “أن جبهة الفتح أو غيرها سيسلم حلب للنظام، بل الأرجح أن يتم القتال لمئة يوم آخر، إن لم يحدث مفاجآت روسية كأن تحول حلب مثل غروزني لأرض محروقة وشراء الزمن هذا ريثما تأتي ادارة جديدة إلى البيت الأبيض علّ و عسى دفع جديد للمحادثات السياسية”.
كما أشار إلى نقطة اخرى لها مدلول مهم وهي أن نظام الأسد والروس دعوا سكان حلب ومقاتلي المعارضة للخروج عبر ممرات آمنة خلال الهدنة”ليتم إعادة سيناريو المعضمية والزبداني والوعر، أي تبديل السكان وتغيير ديموغرافي! بيد أن المفاجأة ان سكان حلب خرجوا بمظاهرات تطالب بالحرية ورحيل الاسد وأعادوا روح الثورة الأولى ما يعني دحض لادعاءات الأسد وشركائه وحلفائه بأن هؤلاء يريدون الاستسلام والمصالحة أو الهروب لخارج حلب .بل أكدوا على المظاهرات السلمية وأعادوا للثورة صيحتها الأولى”.
أضف تعليق