صدر مؤخرا عن دار الفراشة للنشر والتوزيع ، كتاب جديد في مجال أدب الرحلات المعاصرة بعنوان ” أسيا .. المائدة الباذخة ” لمؤلفه الكاتب إبراهيم المليفي أرتحل فيه إلى منطقة جديدة هي قارة آسيا بعد كتابه السابق ” كنا هناك .. صراع مضى وإرث بقى ” الذي تركزت رحلاته فيه داخل قارة أوربا .
في هذا الكتاب أختار المليفي الدخول إلى عالم النماذج الآسيوية وتجاربها في النهوض من خلال ست رحلات نشرت جميعها في مجلة العربي الثقافية ، ترجمت التنوع الذي يمكن للمائدة الآسيوية أن تقدمه لنا نحن العرب من أمثلة حية لإمكانية النهوض الاقتصادي والتعايش السلمي واستثمار الميراث الجمالي في أراضينا ، لأننا أحوج ما نكون للاقتراب منها لاستلهام نماذجنا الخاصة في التنمية الشاملة واللحاق بالأمم التي سبقتنا في مختلف المجالات .
ويرى المليفي أن قارة آسيا أو المائدة الباذخة كما لقبها، لطالما شغلت العالم قديما بسحرها وتوابلها وحريرها واشعاعها الروحي والمعرفي ، كما أنها – بشرقها البعيد – حفرت مكانها داخل خريطة الاقتصاد العالمي كلاعب أساسي فيها ، وصنعت معادلة السهل الممتنع في الاستفادة في التجارب الغربية دون الخشية من ضياع هويتها الثقافية ، تلك المعادلة تاه عنها العرب لانشغالهم في سجال الأصالة والحداثة وثنائية خياري العزلة التامة أو الذوبان الكامل .
ويمكن ملاحظة أن الرحلات المنشورة في هذا الكتاب ، ثلاث منها تمت في دول جزيريه هي ( ماليزيا ، تايوان ، سريلانكا ) والثلاث الأخر دول متصلة بأرض القارة هي ( تايلند ، فيتنام ، إيران ) ، كما يمكن ملاحظة القواسم المشتركة التي رسمت حدودا فاصلة بين كل دولتين من الدول الستة التي تمت زياتها ، فمثلا تفردت فيتنام وتايوان بنكهة الاقتصاد وقلق المنافسة مع الجيران الأقوياء ، كما أخذت أصفهان الإيرانية وبوكيت التايلندية بنكهة توظيف جمال الطبيعة وعراقة البنيان في دعم الاقتصاد الوطني ، وأخيرا حلقت كل من ماليزيا وسريلانكا في فضاء التعايش السلمي بمثالين متعاكسين في التركيبة الدينية ومتطابقين في المضمون الذي رفع من شأن الهوية الوطنية الواحدة فوق جميع الهويات الفرعية المتنافرة .
ختاما أضاف الفنان ورسام الكاريكاتور الكويتي المعروف عبدالوهاب العوضي لمسة جمالية رفيعة على غلاف الكتاب عبر لوحة لخصت معاني التنوع الثقافي والعرقي والديني في آسيا ، كما أحتفى مؤلف الكتاب إبراهيم المليفي برسالة الشكر الذي وجهها له رئيس جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية تفاعلا منه مع الاستطلاع الصحافي الذي نشره عن بلاده في مجلة العربي بتخصيص مساحة الغلاف الخلفي للكتاب لتلك الرسالة .
أضف تعليق