تتوقع صحيفة “كريستيان سينس مونيتور” الأمريكية اندلاع انتفاضة على غرار انتفاضة الخبز 1977 قريبة في مصر في ظل تزايد الاحتقان الشعبي وانعدام الرؤية للمشهد السياسي المصري.
واستشهدت الصحيفة بعدد من اراء الشارع خلال الفترة القليلة الماضية. وقالت: إن سائق “توك توك” الذي يعد أحد أدنى طبقات المجتمع المصري اكتسب شعبية كبيرة تتجاوز الرئيس ، حيث أدى نقص الغذاء وتراجع قيمة الجنية المصري وتوقف المصانع إلى إعجاب المصريين بما قاله.
وتضيف الصحيفة أن المصريين في السر يكونون أكثر وضوحاً في إنتقادهم ، ويقول محمود ، صاحب أحد المحلات في القاهرة: “وعد السيسي بإصلاح الإقتصاد وإنهاء الفساد ، وهو ينفق بسخاء على حاشيته ،بينما يتضور الناس جوعاً ” ويضيف “هو فقط رئيس فاسد آخر”.
وتلفت الصحيفة إلى إختفاء السكر والسلع الأساسية الأخرى من على الأرفف في شتى أرجاء البلاد ،وذلك ضمن أحد أسوأ نقص في الغذاء تشهده البلاد منذ عقود ، ويلقي كل المصريين، تقريباً باللائمة على السيسي، وهو إتهام في بلد كان فيه إنتقاد الرجل القوي أمراً نادراً ، ويعاقب عليه في الغالب.
يقول التقرير: حظى السيسي بدعم كبير في البداية ، وامتدحه الجمهور المرهق من الإضطرابات السياسية وعدم الإستقرار السياسي بوصفه قوة لإرساء الإستقرار ، وكان الرجل القوي -الذي لعب على وتر الشعبوية – بالنسبة لأناس كثيرين رمز لزمن أكثر رخاء توقعوا مجيئه ،
لكن الإزدهار لم يأت أبداً ، وأجبرت الحقائق الإقتصادية الصعبة مصر على البدء في إجراءات إقتصادية صعبة ،جنباً إلى جنب مع زيادة القمع ،والان يعاني الكثير من المصريين من الندم الشديد لإنتخابه ،ويكافحون في مواجهة نظام قمعي يقولون إنه بعيد كل البعد عما يعاني منه المجتمع.
يشير التقرير إلى الضغوط الإقتصادية الكبيرة والمتزايدة التي يعاني منها المصريين حيث أدى التدهور في قيمة العملة إلى إرتفاع نسبة التضخم إلى 14 بالمائة هذا العام ،ولجأ المصريون إلى السوق السوداء للحصول على الدولار ، بينما ارتفعت نسبة البطالة إلى 12.78 بالمائة ،في حين ترتفع النسبة في أوساط الشباب إلى 30 بالمائة، حتى أن وصفة السيسي الإقتصادية لم تؤتي ثمارها.
وقد ركز السيسي على المشاريع الضخمة التي تكلفت مليارات الدلاورات والتي تقترب من كونها مشاريع تباهي، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة في قلب الصحراء ومشروع توسعة قناة السويس الذي تكلف 8 مليارات الدولارات، كما أدت دعوة السيسي المصريين إلى التبرع بالفكة والحد من نفقاتهم إلى إشعال غضب المصريين، وذلك بالتزامن مع إقامته مؤتمر في مدينة شرم الشيخ بتكلفة 5 ملايين دولارات.
أضف تعليق