قبل ترشحه الى الرئاسة الأمريكية ومن ثم الفوز بها كان دونالد ترامب رجلا معروفا جدا في مختلف أنحاء العالم فهو رجل أعمال ناجح في المجال العقاري وملياردير جمع ثروة ضخمة وأحد نجوم برامج تلفزيون الواقع لكنه الآن تخطى كل ذلك ووصل إلى البيت الأبيض ليصبح السياسي صاحب السلطة الأقوى في العالم.
ويبلغ ترامب من العمر 70 عاما حيث ولد في الرابع من يونيو 1946 بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك وهو الرابع بين خمسة أشقاء وابن فريد ترامب الذي كان يعمل في تطوير العقارات ولا سيما الشقق السكنية.
وعندما بلغ سن ال13 دخل ترامب الى الأكاديمية العسكرية في نيويورك ثم تخرج في عام 1968 من مدرسة (وارتون) المالية في جامعة بنسلفانيا حيث نال شهادة في العلوم الاقتصادية.
في تلك المرحلة نال ترامب الموافقة على تأجيل يسمح له بتجنب اختياره للالتحاق بحرب فيتنام قبل أن يحصل لاحقا على تأجيل طبي يمنحه الحماية الى حين تخرجه.
عقب ذلك بدأ ترامب العمل في شركة والده (اليزابيت ترامب وولدها) حيث حول انتباهه الى استخدام المزيد من القروض المعتمدة على الأسهم.
وبعد تسلمه ادارة الشركة في عام 1971 قام بتغيير الاسم الى (منظمة ترامب) وبدأ عبرها رحلة النجاح وبالتحديد عندما تلقى قرضا من والده بقيمة مليون دولار فاستغل هذا المبلغ في صفقة بناء فندق (غراند حياة) قرب محطة (غراند سنترال) في نيويورك وكان ذلك عام 1978.
منذ ذلك الحين واصل ترامب تطوير أعماله التجارية وأصبح رئيس مجلس الادارة لمنظمة ترامب التي تمتلك حاليا العديد من المرافق والمنشآت في أنحاء العالم كافة منها مبان وفنادق وملاه وملاعب غولف وغيرها.
وزادت شهرته في الفترة من 1996 الى 2015 عندما كان يمتلك حق تنظيم عدة مسابقات لانتخابات ملكات الجمال أبرزها انتخاب ملكة جمال الكون وانتخاب ملكة جمال الولايات المتحدة قبل أن يبيع لاحقا حصص منظمته فيهما بعد إنهاء شبكتي (ان بي سي) و(يونيفيجن) عقد الشراكة معه بسبب التصريحات التي أدلى بها تجاه المهاجرين المكسيكيين واعتبرت مسيئة بحقهم.
وأسس الرئيس الأمريكي المنتخب (جامعة ترامب) وهي شركة تعليمية ربحية نشطت في الفترة من 2005 الى 2010 قدمت خلالها دروسا في العقارات وادارة الأصول والمبادرات التجارية وكيفية جمع الثروات وبلغت تكلفة تعليم كل طالب فيها 35 ألف دولار لكنها لم تستمر حيث أغلقها ترامب نتيجة سلسلة من الدعاوى القضائية التي تحدثت عن تضمن المناهج مزاعم غير صحيحة ووسائل خداع للمستهلكين.
واستخدم ترامب شهرته في تسويق العديد من المشاريع والمنتجات ومنها نوع مياه أطلق عليه اسم (ترامب آيس) كما ظهر في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والفعاليات الرياضية والمقابلات وكان أبرزها قيامه بانتاج برنامج (أبرنتيس) لتلفزيون الواقع والذي تم بث 14 موسما منه على قناة (ان بي سي) حيث كان يتبارى عدد من المتنافسين في عالم الأعمال ويتم الحكم عليهم بحسب قدرتهم على القيام بعدة أعمال ومهمات حيث يحصل الفائز في النهاية على مبلغ كبير من المال وعلى عقد لإدارة إحدى شركات ترامب.
ورغم ان ترامب لم يعلن مؤخرا عن عوائده الضريبية كاسرا بذلك تقليدا استمر 40 عاما الا ان حملته الانتخابية أوضحت ان اجمالي عائداته لعام 2015 تجاوز 611 مليون دولار في حين قدرت مجلة (فوربس) اجمالي ثروته في عام 2015 بنحو 7ر3 مليار دولار.
الا انه ومع هذه الثروة الضخمة برزت ادعاءات بأن ترامب رفض تسديد رواتب عدد من موظفيه وانه يعاني من الديون كما انه خسر الملايين في صفقات فاشلة.
وفي مجال السياسة ومع انه رجل معروف الا انه لم يدخل هذا المجال الا في عام 2012 عندما خسر آنذاك في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أمام ميت رومني في حين انه في الانتخابات الحالية لم تكن الاستطلاعات الأولى تمنحه أكثر من 17 بالمئة للفوز علما انه لا يعتبر راسخا في انتمائه للحزب الجمهوري حيث انه تنقل خلال السنوات السابقة بين تأييده للديمقراطيين والجمهوريين.
وبناء عليه واجه ترامب العديد من الاتهامات خلال حملته الرئاسية الحالية من داخل الحزب الجمهوري بأنه لا يحمل القيم الحقيقية للحزب وهو ما جعله يخسر تأييد العديد من الوجوه البارزة في الحزب وبالتالي قد يؤثر هذا الأمر في المستقبل على تعاونه مع الكونغرس الأمريكي أو حتى على نجاحه في الفوز بولاية ثانية عام 2020.
أضف تعليق