لماذا صدر مرسوم بحل مجلس الأمه ؟ الم يكن المجلس حتى اللحظات الأخيره في شهر عسل مع الحكومة ؟ اليس المجلس المنحل يعد من اكثر المجالس طبق عملياً القوانين التي شرعتها الحكومة ؟ اليس المجلس المنحل نسبيا افضل من سابقيه على الاقل الـ ٥ مجالس السابقه من ناحية تنفيذ المشاريع التنمويه وبعض الملفات العالقه منذ زمن كقضية الاسكان مثلا ؟!
٣ سنوات و٤ اشهر قضاها مجلس الامه رغم الشلليه في تنفيذ دوره التشريعي والرقابي وايضا عجزه في عدم القدرة على حل بعض القضايا ، إلا انه كان مجلس توافقي بين السلطتين تجاوزت به السلطة التشريعية لدورها الرقابي والتشريعي الاصيل ، لتأخذ بعض القرارات والقنوانين حيز السرعة بالتطبيق ، فساهم ضعف المجلس بتمرير قوانين تاريخية تمس المواطنين ، وبالمقابل لاحظنا المحاولات السريعه في تجاوز مشكلة الملف الاسكاني وهذا ما يحسب للمجلس المنحل ، اضافة على ذلك شاهدنا سرعة دوران العمل على بعض المشاريع المهمه في بعض وزارات الدولة مثل بعض المستشفيات (مستشفى جابر و الصدري وتكملة المستشفى الاميري) وايضا بعض المشاريع في وزارة الاشغال وجسر جابر ، تلك ابرز ايجابيات المجلس الماضي تستوجب علينا الاشارة اليها .
إن حل مجلس الأمه جاء بقرار من حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه ، وهذا القرار جاء بمرسوم اشار به سمو الأمير الى اسباب مهمه تعجل في حله ، وبلا شك فإن مصلحة الوطن والامن العام الداخلي والخارجي يحتاج اعادة رص الصفوف لمواجهة ماهو قادم على المستوى الدولي وما قد ينعكس عليه داخلياً ، الامر الذي نعتقد بأن الوضع فعلا يحتاج الى اعادة تشكيل صورة مجلس الامه لتجاوز المرحله “الحرجه” ليتبقى اليوم على الناخبين اختيار الاصلح والاقوى للمرحله القادمه .
قبل ايام .. قال احد النواب السابقين في المجلس المنحل ، النائب السابق راكان النصف في احد المقابلات التلفزيونية “اتمنى ان يشمل المجلس القادم التيارات السياسية داخل قاعة عبدالله السالم بما فيهم التمثيل النسائي ، وقال بأن قاعة عبدالله السالم تسع الجميع ، لأن المجلس القادم مصيري و يحتاج قرار “سياسي” سليم” .. قد استند اجتهاداً بما قاله المرشح راكان النصف بل وادعم تحليلي للمجلس القادم بأنه ذو العمر القصير جداً جداً ، مجلس يحتاج لـ قرار مشترك يمثل الشعب بأطيافه وانتماءاته ، مجلس ينتضره قرار مصيري ، لذلك وفقاً لتقييم شخصي فإن المجلس القادم قد لن يكتمل عمره حتى منتصف ٢٠١٧ .!
ومن خلال قراءة سريعه للساحه الانتخابيه اليوم ، وعلى الرغم من بعض ايجابيات المجلس المنحل المعدومه مقابل سلبياته ، فإن المجلس القادم لن تتغير اوجه الانعكاس الفعلي المرغوبه لمواجهة المرحلة القادمة ، والاسباب اختصرها بنقطتين .. الاولى ، فإن الناخبين تكونت لديهم قرارات التصويت بناءا على ردة فعل لأداء المجلس الماضي الذي شرع بعض القوانين ضد الشعب ووافق على قوانين تمس قوتهم اليومي واستياءهم لأداء ٩٠٪ من نوابه ، الامر الثاني والذي اعتقد هو السبب الرئيسي لعدم مقدرة المجلس القادم بالذهاب بعيداً هو الصدام المتوقع داخل مجلس الامه مع ارتفاع عدد نواب المعارضة في المجلس القادم والذي سيكون له دور في تحديد هرم المجلس ، الامر الذي سيشكل مواجهة نيابيه نيابيه و نيابيه حكوميه ، وبالتالي فإن عودة نواب المعارضة وبعض المقاطعين جاء ايضاً كردة فعل على المجالس التي جاءت بعد مرسوم الصوت الواحد والقانون الانتخابي الجديد ، وبالتالي سيوجه هؤلاء النواب مسارهم تشريعياً نحو تعديل هذا القانون ومواجهة الحكومة ورفع وتيرة التصدع بين المجلس والحكومة وهو ما قد يؤدي الى احتمالية عدم قدرة المجلس بالاستمرار ، ولن يتشكل قوام المجلس بالصورة المتوقعه لإتخاذ قرارات سياسية “مصيرية” .
ما سبق هي توقعات وتحليل شخصي وفقا لمعطيات آراء الناخبين والمرشحين وتوجههم العام باختلاف تياراتهم السياسية ، والناخب اليوم هو من يقود هذه المرحلة لأنه يقودها على قاعدة نفسيه وهي “ردة الفعل” ، لذلك نطالب الناخبين باختيار الاصلح والانسب للمرحله القادمه بعيدا عن تعصب البعض والرغبه بأخذ الثأر ، لأن مصلحة الوطن اسمى والصالح العام اهم واولى بأن يختار الناخب ذو الرؤية الاصلاحية وليست الانتقامية ، ان كنا نريد الاستقرار ، والفترة القادمه قد تشهد متغيرات كبيرة وهناك تطورات دولية لها انعكاسات على المنطقة الخليجية والكويت طبعاً ، اعتقد ان المجلس القادم مطالب بقرارات ومهمات صعبه ومصيرية تحتاج وحدة الصف و لرجال وطنيين اكفاء داخل قبة البرلمان يشرعون لمصلحة الكويت والمحافظة على امنها واستقرارها واقتصادها .
اخيراً .. ومع اقتراب موعد الانتخابات ، فإن مصير الأمه بيد ابناءها ، فالحذر من مغريات البعض كانت باللسان او بالمال السياسي ، فالكويت وابناءك واجيالها حملوكم امانة محاسبين عليها ، يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه “إذا عرض لك أمران: احدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على تصيبك من الدنيا، فأن الدنيا تنفد والآخرة تبقى” ، فاعمل للآخرة وصوت لمصلحة الكويت وابناءك بما يرضي الله ، فالمال السياسي آفه تنعم بها اليوم لكن تدمرك في الدنيا وتلقاها في الآخرة .
@sleiman1alahmad
أضف تعليق