تحذير: هذا المقال ليس مخصصا للمحترفين في تقمص ادوار عالم الحيوان، وليس لعشاق افلام الكرتون الخاصه بالغابه.
نرى في فترة الانتخابات بالذات ظهور مصطلحات و تصنيفات حيوانيه عديده تعبر عن توصيف بعض افراد المجتمع لبعض الشخصيات السياسيه، مثل الاسد و النمر و الحوت و إلخ، كأننا في فلم كرتوني او حضيره، فوجدت انه من الضروري إعطاء هذا الواقع المريض بعضاً من الطابع الساخر لتسليط الضوء على بعض القضايا المهمه بشكل جديد و غير مألوف، فإرتأيت بان تكون التصنيفات كالتالي:
اسد الطائفه هو ذلك السياسي الذي يصب جل اهتمامه في التصريحات و الخطابات على استقطاب عاطفة طائفته و يحاول إيهام البعض منهم انه يدافع عن معتقداتهم بالوقوف في المواقف الطائفيه التي تركز على فرد العضلات، و دائما ما يهدد بتصريحاته استقرار و اطمئنان و وجود الطوائف الاخرى ليزيد التقوقع الطائفي و الثقه لدى “ربعه”.
و في الكفة الاخرى نمر القبيله او العائله الفلانيه و هو سياسي عنصري ينتمي لعائله او قبيله او فئه معينه وهو لا يملك اي مشروع سوى انه ابن فلان، و ينقاد هذا الشخص وراء فئته و يحقق لهم كل ما يريدون ليحافظ على الكرسي، فبدلا من ان يمثل الامه اصبح يمثل “اهل امه” فقط.
ولا ننسى أيضا دورَي الثعلب و الارنب أما الثعلب فهو ذاك المرشح أو السياسي المخادع الذي دائما ما يتلون و ينقلب و تجده قادر وبكل خبث ودهاء على ايهام الناس بانه يحمل مبدأ محدد و لكنه ليس كذلك، فهو على اتم الاستعداد للتخلي عن اي موقف او اي مبدأ في سبيل تحقيق امانيه و تطلعاته, فبدلا من تمثيل الامه اصبح يمثل على الامه.
أما صنف “الارنب” فهو ذلك الذي لا يملك أي دور فعال إلا السرعة في تخليص المعاملات و لا يتقن زياده على ذلك سوى سرعة الهروب من التشريع و الرقابه فيصوت دائما في جانب الحكومة التي ستحفر له جحره و تدعمه فيما يريد و تحميه.
و أخر هذه التصنيفات “الحوت” و هو ذلك السياسي الذي يريد ابتلاع كل شي لسد جوعه و اطماعه الشخصية، بأي طريقة كانت حتى و إن وصل به الامر إلى شراء ذمم الناس، و التصادم مع المصلحة العامه.
قد تعاني الحياة البرية في الغابة بقدر معاناة الناس في خِضَم الاضطرابات السياسية، ولكن كائنات الحياة البرية لا يمكن ان تستخدم مثل هذه الأساليب الرخيصة لحل مشاكل و اضطرابات الطبيعة البرية، بل تدعوها غرائزها الحيوانيه أن تحافظ على نفسها من التهديد لكي تبقى، فهي لا تتعامل بشكل طائفي ولا تملك حساً انتخابياً، فلا يمكن ان نتصور وجود مجموعة من طيور النورس تجتمع لأنتخاب صاحب الفخذ الاكبر فيما بينها لتمثيلها، ولم نرى مثلا قِط يعادي فئران لأنهم مختلفين عنه بالمذهب او الدين، فإذا كانت الحيوانات ليست طائفية كيف نكون كذلك؟
نهايتاً نؤكد على ان تحركاتنا و تطلعاتنا السياسية اليوم لا تحتاج إلى سياسي أو عضو أسد ولا نمر ولا ثعلب ولا أرنب ولا حتى حوت ولا ثور، و من الضروري ان يتحمل الأفراد مسؤوليتهم السياسية و أن تكون مصلحة الوطن هي الاساس و ليس مصلحة الطائفة أو القبيلة أو الفئة، و يجب فعلا ان نرتقي بتعاملاتنا عن هذه التصنيفات و هذه الاعمال، حيث اننا و بأعتبارنا بشرا نحتاج الى كائن بشري تتملكه الرغبات الانسانيه للإصلاح و يملك الوعي و الادراك و الثقافة الكافيه و اللازمه للوصول الى الحلول التي من شأنها تطوير النظام العام في الوطن و المجتمع و ترسيخ مباديء الديمقراطية و الوطنية و التعايش، فالسياسة و الانتخابات عبارة عن تفاعلات انسانية و من المخزي ان نساهم في “حيوَنتها”.
فقد قال الروائي النرويجي/ جوستاين غاردر:
“ان الحيوانات تُولَد حيوانات، اما الانسان فلا يولَد انساناً بل يجب تربيته ليصبح كذلك”.
ملاحظه: بلدنا ليست فلما كرتونيا ولا غابة اصلا و نحن لسنا بهايم و لا حيوانات، فلنحترم انفسنا.
أضف تعليق