تعتمد الأحزاب السياسية في نشاطاتها على أفكار الحزب واهتماماته وأهدافه ، كذلك على طبيعة النظام الحزبي والنظام السياسي الموجود في الدولة ، ويتم التمييز فيما بين الأحزاب بناء على الأفكار التي تعتنقها أو الأهداف التي تعلنها ونتائج ممارستها للعمل الحزبي السياسي ، أو على الأفكار والأهداف والنتائج معا ، كما للأحزاب السياسية دور مهم في تنظيم الحياة السياسية ، وسأحاول هنا أن ألقي نظرة عامة على تلك المهام في الدولة :
تعتبر الأحزاب السياسية وسيلة فعالة لتنظيم مشاركة الأفراد السياسية في إدارة شؤون الدولة ، سواء عن طريق انضمام الفرد لأحدها أو عن طريق المشاركة في انتخابها ، ولذلك فإن مفهوم (الأحزاب السياسية) ومفهوم (المشاركة السياسية) ارتبطا ببعضهم البعض ارتباطا وثيقا ، لدرجة أنه من غير الممكن في وقتنا الحاضر تحقيق مشاركة سياسية -فعّالة وحقيقية- إلا عن طريق وجود الأحزاب السياسية ، فالأحزاب السياسية وسيلة لانتقال وتداول السلطة وتنظيم أوضاع أعضاء السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ، وتلك الممارسات هي دعائم أي نظام ديمقراطي
كما تعمل الأحزاب السياسية على تدريب القيادات في الحزب وإبرازهم وتعريف المجتمع بهم وإيصالهم للسلطة ، وتقوم لجان الأحزاب المختلفة بدراسة وتحديد مشاكل المجتمع في مختلف القطاعات وإيجاد الحلول المناسبة لها لتضع تصورات عديدة لتنظيم برامج الدولة ومشاريعها المختلفة .
وتلعب الأحزاب المعارضة للحزب الحاكم دورا مهما في المجتمع عن طريق مراقبة أداء الحكومة ، مما يجعل الحزب الحاكم حريصا جدا في أداء أعماله بشكل يرضي المجتمع ويكون حذرا في اتخاذ مواقفه السياسية (الداخلية والخارجية) طالما هو تحت طائلة صوت الناخب ومراقبة الأحزاب السياسية المنافسة التي تترقب الإنقضاض عليه والاستفادة من هفواته
وتعتبر الأحزاب السياسية -أحيانا وليس دائما- إحدى الوسائل المهمة التي تعمل على زيادة تماسك وتلاحم المجتمعات الغير متجانسة ، وهي القناة الديمقراطية التي تعبّر من خلالها الأقليات عن طموحها السياسي وأهدافها المجتمعية وحقوقها الوطنية ، وهي الطريقة المثلى لتجاوز المحاصصات غير الديمقراطية التي تقوم عليها بعض الدول كأمثلة سيئة مثل لبنان والعراق
وبذلك فإن المشاركة السياسية للأفراد بطريقة ديمقراطية لم ولن يتم إلا عن طريق انضمام الأفراد للأحزاب السياسية أو المشاركة في انتخابها .
أضف تعليق