أعلنت كتيبة المقاتلات الايزيديات اللواتي دربتهن القوات الكردية انها تريد أن تكون في طليعة الهجوم الجديد على تنظيم «داعش» في شمال العراق من أجل الثأر لشقيقاتهن الايزيديات، اللواتي عانين معاناة لا توصف على أيدي «الجهاديين».
وقالت قيادة «وحدات نساء سنجار» في بيان: «اننا لن ننسى الايزيديات اللواتي باعهن داعش في سوق العبيد في الموصل أو أحرقهن احياء». واضاف البيان أن النساء اللواتي خطفهن داعش «ينتظرن انقاذهن ولن نتوقف الى أن نحرر نساءنا ونثأر لهن».
وكان الايزيديون في شمال العراق هدف حملة تنكيل واستباحة شنها داعش، حين سيطر على ثلث مساحة العراق في هجوم خاطف صيف 2014.
وقُتل نحو 5000 شخص عندما اقتحم الجهاديون قضاء سنجار. وروت منظمات حقوقية ومراقبون وناجون قصصاً مروعة عن استعباد ايزيديات جنسياً واعدام مخطوفات رفضن تغيير ديانتهن أو الموافقة على الزواج من مقاتلين جهاديين.
وكان حزب العمال الكردستاني شكل وحدات نساء سنجار في عام 2015 لدعم قوات البشمركة الكردية ووحدات الدفاع عن سنجار التي تتألف من المقاتلين الايزيديين الرجال ضد داعش في قضاء سنجار وحوله قبل معركة استرداد المنطقة من داعش. وتركز هذه القوات جهودها الآن على طرد داعش من جنوب سنجار وقضاء تلعفر، كما افادت مصادر عسكرية.
ويُقدر أن 10 آلاف امرأة يقاتلن على الخطوط الأمامية مع القوات الكردية في سوريا والعراق، حيث أثبتت هذه القوات فاعليتها على الأرض في منع داعش من مواصلة تمدده.
وتلتزم حركة المقاومة الكردية التي تنظر اليها حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على انها منظمة ارهابية، بمبادئ نسوية، مثل تخصيص حصة للسياسيات والمسؤولات في غالبية الوحدات الادارية الخاضعة لسيطرة الحركة ومساواة المرأة والرجل في التشكيلات المسلحة.
واستلهمت نساء عربيات وايزيديات مثال المقاتلات الكرديات لرفع السلاح. وتقول نساء انخرطن في قوات الشرطة المحلية وتطوعن للقتال في بلدة منبج السورية بعد تحريرها من داعش في الصيف إن الكرديات اللواتي التقين بهنّ أظهرن لهن أهمية الدفاع عن حقوقهن وحرياتهن.
وتتسم عملية استرداد تلعفر بأهمية بالغة لأن البلدة تقع بين الرقة التي اعلنها داعش عاصمة خلافته في شمال شرق سوريا، والموصل حيث يواجه مسلحوه هجومًا متعدد المحاور.
وتشارك في عملية استعادة تلعفر ميليشيات شيعية من الحشد الشعبي، رغم ان دورها على مقربة من الحدود السورية لم يلقَ ترحيباً من الادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا.
وقال الخبير بالشؤون الكردية غاريث ستانفيلد إن القادة الكرد في الوقت الذي يعادون «الجهاديين» فإنهم يخشون وجود الميليشيات الشيعية على هذه المسافة القريبة من حدود اقليم كردستان.
وحذر وزير الدفاع التركي فكري إيشق ايضاً من استخدام ما سماه “عناصر أجنبية” في الموصل وتلعفر.
وكانت لتدخل تركيا العسكري مؤخراً في شمال العراق دوافع أخرى هي مواصلة حربها ضد حزب العمال الكردستاني الذي يشارك مقاتلوه في العمليات ضد داعش.
أضف تعليق