فجعنا نحن السعوديون في صباح يوم السبت 12 صفر 1438, برحيل فقيد الوطن والمواطن, الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود, إنتقل إلى رحمة أرحم الراحمين بعد تنقلات بحثًا عن العلاج.. جعل الله ما أصابه تكفيرًا للخطايا ورفعة في الدرجات.
سُمي بتركي الثاني لأن له أخ يحمل نفس اسمه توفي في عام 1919 وهو أول أبناء المؤسس عبدالعزيز, والأمير تركي الثاني هو الإبن 21 من أبنائه, رحمهم الله وأسكنهم جنة نعيم.
كان كريمًا في نفسه وفي ماله, وفي أهم ما يملكه الإنسان وهي الأخلاق, ورزقه الرزاق -سبحانه- أجمل النعم وهي محبة خلقه لمخلوقه, وهذه النعمة تعتبر كنز هنيئًا لمن وجده.
أبا خالد ناصر الضعفاء والمساكين.. مواقفه عظيمة مع أقرب الناس إليه وحتى العكس.. ستظل محفورة في الذاكرة, وعلى سبيل المثال, أحد الرجال أعرفه يقول أعرف الراحل عن قرب وهو من اختار لإبني تركي اسمه.
ما أصعب كتابة الرثاء!
لأنك تريد أن لا تفقد شيء لم تكتبه.. بعد فقدانك أغلى روح.. وتود أن تذكر كل حسن وجميل وخير عنه وفيه وإليه..!
كأنك بهذا تُكرِّم الراحل في تكريم لا يعلم عنه وهذا دليل على عظمة الوفاء, وتُكرِمه وهذه إشارة لسمو الأخلاق.
رغم قلة ظهوره إلا أنه حاضرًا في القلوب, وحاليًا حاضر وبقوة وأجمل مما مضى, بالدعاء والسيرة الحسنة والمواقف النبيلة والخدمات الوطنية عندما كان نائبًا لوزير الدفاع والطيران من عهد الفيصل إلى عهد الفهد, عليهم رحمة الله ولهم جنته بإذنه.
دموع ملك الوفاء في تعازي أخيه, وحزنه الشديد على رحيل عضيده, ناهيك عن حمله لهمْ أمة المليار وأكثر وتحمّله لمسؤولية شعب عظيم وأشياء أكثر, تدعونا كشعب سعودي الوقوف مع قيادتنا الرشيدة, في أحزانها قبل أفراحها, وعسى الأفراح هي الدائمة.
تنهض امتنا عندما يدرك اصحاب القلم والفكر والرأي وسائر المثقفين أن تمسيح الخوخ والتطبيل لمن يفترض أن يطالهم مشرط النقد والتقويم هو سبب كبوتنا الرئيس… من بيده القرار عليه مسئولية توجب المساءلة، ومن يستفيد من مميزات ثروات الأمة دون وجه حق عليه أن يحاسب… بهذا ترتقي الأمم… هذا مقتضى ديننا الحنيف…رحم الله تركي وغفر له وعفى عنه