بينما كانت الانتخابات البرلمانية السابقة تتسم في الكويت ببساطة في الضخ الإعلامي والاعلاني كما يقول كبار السن ممن عاصروها فانها اخذت في الوقت الحالي تتميز باستخدام مكثف لوسائل الاعلام لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عدد من كبار السن ممن التقتهم وكالة الانباء الكويتية (كونا): ان المنافسة في الانتخابات الحالية والسابقة لم تتغير الا قليلا لكنهم رأوا ان التطور التكنولوجي الحاصل في وسائل الإعلام والإعلان ووجود الهواتف الذكية وتطبيقاتها المتنوعة جعل الاهتمام بالانتخابات الحالية يأخذ مجالا أوسع واهتماما اكبر.
وفي مقارنة تاريخية للانتخابات التي مرت بها الكويت على مدار نصف قرن أوضح حسين الدوخي (78 عاما) وهو موظف سابق في وزارة الاعلام انه على الرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي تفصل بين الانتخابات القديمة والحالية فان الجوانب المختلفة للعملية الانتخابية لم تشهد تغيرا كبيرا .
وأضاف الدوخي ان عدد سكان دولة الكويت في الفترة من 1963 الى 1967 كان قليلا نسبيا وكانت متطلبات الناس قليلة وبسيطة كبساطتهم في ذلك الوقت مبينا ان خدمات الضيافة كانت تشمل آنذاك تقديم الشاي والقهوة للناخبين في حين يقدم بعض المرشحين العشاء في مقره الانتخابي او ديوانيته.
وفيما يتعلق بالمنافسة بين المرشحين ذكر ان المنافسة في الماضي كانت محتدمة كما هو الوضع حاليا من أجل الفوز بمقعد في البرلمان الا ان الناس كانوا لا يشعرون بحدة هذه المنافسة لكون وسائل الاعلام محدودة في ذلك الوقت مقارنة بما يحدث حاليا بوجود مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول ما اذا كان يعتزم المشاركة في الانتخابات المقررة في ال26 من نوفمبر الجاري اعرب الدوخي عن امله في ان يتمكن من المشاركة باعتبار ذلك “واجبا وطنيا”.
ولفت إلى ان معظم المرشحين في دائرته الانتخابية تعهدوا بتوفير سيارة خاصة له وكرسي متحرك لنقله من والى مركز الاقتراع وهي من الخدمات التي كانت غير موجودة في السابق.
من جهته قال مفلح مسعر الشمري ان الأجواء الانتخابية في السابق كانت تتميز بالحماس الشديد حيث كان التنافس شديدا بين المرشحين للحصول على مقعد في البرلمان لكن الأجواء الانتخابية وتفاصيلها لم تكون تنقل بسهولة بين المواطنين كما هو الأمر حاليا لقلة وسائل الاعلام حينذاك.
وأضاف: ان العرس الديمقراطي في الوقت الحالي يختلف عما كان الوضع عليه في السابق من ناحية البساطة في الطرح وكذلك في الترويج إعلاميا واعلانيا للمرشحين.
وأوضح ان المرشحين في السابق كانوا يعتمدون كليا على الاحتكاك المباشر مع الناخبين في الديوانيات والمقار الانتخابية فيما يعتمد الجيل الحالي بشكل كبير على وسائل التواصل الإجتماعي للوصول الى الناخبين الى درجة تجعلك لا تعرف من هم اسماء اعضاء البرلمان.
وذكر ان الانتخابات التي تشهدها البلاد حاليا تعقد وسط ظروف أمنية واقتصادية صعبة فرضتها الأزمات والاضطرابات المستمرة في المنطقة معربا عن الامل في ان يكون البرلمان المقبل على قدر عال من المسؤولية في التعاطي مع هذه التحديات.
من جانبها قالت فاطمة حسن (85 عاما) ان انتخابات مجلس الامة في الكويت شهدت تحولات كثيرة في ضوء التحديات التي تشهدها المنطقة وكثافة عدد المرشحين وبرامجهم الانتخابية الى جانب مشاركة المرأة في ممارسة حقها السياسي في الترشح والانتخاب.
واعتبرت ما يصاحب الانتخابات من ارتفاع حاد في أسعار الحملات الانتخابية للمرشحين أمرا مبالغا فيه ولا يتناسب مع العرس الديمقراطي الذي يترقبه الجميع بروح وطنية.
وأضافت انه على الرغم من عدم مشاركتها في أي من الانتخابات السابقة فانها تشجع كبار السن الاصغر منها سنا وبخاصة النساء على المشاركة في التصويت يوم السبت المقبل.
وذكرت ان السياسة لا تستهويها بصورة عامة “الا انني ادرك انه لكوني مواطنة كويتية فإني امتلك حق التصويت والترشح للبرلمان ايضا” لاسيما انني حاصلة على الشهادة الابتدائية واستطيع الكتابة والقراءة باللغة العربية كما امتلك حصيلة لا بأس بها من اللغة الإنجليزية.
ويتنافس في الانتخابات البرلمانية 287 مرشحا بينهم 14 امرأة فيما يحق ل 483 ألفا و186 مواطنا ومواطنة التصويت بالانتخابات التي يشرف على تأمينها اربعة آلاف عنصر ومدني في وزارة الداخلية.
أضف تعليق