على امتداد الصراع من أجل امتلاك مناطق النفوذ والتأثير شهدت منطقة الخليج العربي سلسلة من الأحداث تمثلت في نزوع القوى الكبرى للنفاذ بقوة لتلك المناطق الحيوية التي تعتبر اليوم بؤرة من بؤر الصراع الاستراتيجي بمقاييس الأمن والمصالح النفطية، ولم يكن هذا الصراع مفاجئًا لدول المنطقة في أية مرحلة من مراحله، حيث أنها كانت تدرك مسبقًا انتقال الصراع نحو هذه الجهة التي تشكل وسطًا محوريًّا للعالم يتحكم في الكثير من شرايين حياته الاقتصادية، لذلك فقد عمدت القوى الكبرى لتحقيق سياسة الاستقطاب من خلال إثارة مشاكل وعُقَد أمنية وفتن فوضى وصراع طائفي ومذهبي، لإثارة البلبلة في المنطقة وتحريك مخاوفها، إضافة لإذكاء لهيب الحروب والصراعات، أو من خلال عمل تلك القوى المستمر لتحقيق مصالحها التي تتناقض في كثيرٍ من الأحيان مع مصالح ومفاهيم الأمن القومي للمنطقة وشعوبها، حيال ذلك لابد أن تظهر ردود فعل قوية من قبل الدول المعنية مباشرة بأمنها ومستقبلها أي دول الخليج التي تعتبر كمجموعة موحدة المصير، هدفًا لكل تلك التحركات وفي مقدمتها التحالف الاستراتيجي الأمريكي الروسي الصهيوني الإيراني، وهو التحالف الذي يُشكل في أبعاده الحقيقية بداية مرحلةٍ جديدة لترتيب الأولويات بالمنطقة، وذلك من خلال اتحاد خليجي كونفدرالي عوضًا عن مجلس التعاون الذي لم يحقق الحد الأدنى من طموحات شعوبنا.
يبقى أن أقول أيها السادة، عندما نتساءل: هل الاتحاد الخليجي مطلبٌ أم مقلب؟ في المفهوم العُماني يُعتبر الاتحاد الخليجي “مقلبًا” ولهذا تم رفض هذا الاتحاد شكلاً ومضمونًا، كما رفضت العملة الخليجية الموحدة، والمشاركة في عاصفة الحزم، وغيرذلك، بكل تأكيد نحترم قناعات الإخوة في عُمان وكيف ينظرون لمصالحهم بعيدًا عن أي شيء آخر، أما مفهوم الاتحاد الخليجي بالنسبة لدول الخليج فهذا الأمر بعني الدفع باتجاه حماية مقدرات ومكتسبات وأمن واستقرار دول الخليج تحت مظلة دفاعية أمنية سياسية اقتصادية واحدة وكما هو الحال في تجربة الاتحاد الأوروبي الذي نتميز عنها بالتجانُس والتناغُم واللغة والبيئة والنسب والمصاهرة فضلاً عن أن الاتحاد الخليجي يشكل مطلبًا أساسيًّا لاسيما في هذه المرحلة الحرجة والحساسة، في تصوري أن الكونفدرالية هي الأنسب بالنسبة لأوضاعنا بمعنى تجمع يجمع دول مستقلة ذات سيادة والتي تفوّض بموجب اتفاق مسبق، يعطى بعض الصلاحيات لهيئة مشتركة لتنسيق سياساتها في عددٍ من المجالات، فضلاً عن أن الكونفدرالية تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها، وهذا لايعني بالضرورة تحجيم ديمقراطية الكويت وبرلمانها والمشهد السياسي الحضاري الذي تعيشه الكويت، ومساحة الحرية التي تتمتع بها الصحافة الكويتية، ولايلغي ما تتمتع به دولة الإمارات من كونها مركزًا سياحيًّا عالميًّا، ولايلغي ما تتمتع به مملكة البحرين كمركز استقطابٍ مالي واقتصادي وسياحي، ولايلغي ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من ثقلٍ ديني و سياسي واقتصادي، ولايلغي قيادة المرأة السيارة ولا نشر دور السينما في دول الخليج ،إضافة إلى أن التوجه للاتحاد الخليجي سيدفع باتجاه تنويع مصادر الدخل وتنويع الأنشطة الاقتصادية، والذهاب للابتكار وزيادة الإنتاجية، والتي ستعالج جميع المشاكل والعقبات التي تواجه الدول الخليجية، وهذا الأمر لاشك ــ إن تحقق ــ سيخلق مؤسسات مركزية مالية كبرى تستطيع تغيير المشهد الاقتصادي تمامًا وتخلق هوية اقتصادية خليجية قوية بكل ماتعنيه الكلمة تستطيع مواجهة التحديات والعقبات القادمة بكل امتياز.
بقلم / سامي العثمان
للأسف
تعودنا نحن العرب أن نتأخر ف أتخاذ القرار ورغم أننا نملك كل دعائم أتخاذ القرار فما أحوج العرب عامة وخاصة دول الخليج لدراسة ما يجب وبسرعة أتخاذه من قرارات مصيرية نحو وحدة شمولية أو جزئية وما يخدم مصالح الدول ونحن بصدد مقال الاستاذ سامى والذى فند وفسر مخاطر المشهد فدول الخليج وبكل وضوح مقصد للمد المجوسي الفارسى المسمى أيران ماكانت لتجرآ لهذه العربدة والتدخل السافر ف الدول العربية والخليجية تمول هذا وتسلح ذاك وتسلح فيصل جانح ف دولة لولا تفرقنا وتشرزم بلادنا لقد أخترقت ايران كل الحدود وتعدت كل الجسور للفرقة والبحث ع زعامات أو اختلاقات شكلية جعلتنا مرمى خاو لأطماعهم أذن آن الآوان لدول الخليج أن تقر وحدة فدرالية تجمع الشمل وتؤسس القوة وبفضل الله لاينقصهم شيئ المال والسلاح والبشر والفكر ما المبرر للتأخير الأمر أخطر من الأنتظار بذرائع الدراسات أو ظروف داخلية أو ما يشابه نسأل الله لحكام لدول الخليج البصيرة والرشاد الهدى والهداية لتوحيد الصف لنهنأ جميعا بكيان عربى موحد يكون بداية لعهد جديد من توحيد الصف العربى كاملآ
شكرًا على هذا التحليل المنطقي الموضوعي دمت بخير