قادة الحرس الخميني، في حالة هياط – هياط كلمة فصيحة تعني الصياح – هذه الأيام، وصل لمستويات غير مسبوقة، سياسيًا وعسكريًا.
القوم يعدّون أنفسهم لقيادة العالم، وراثة أميركا، ابتلاع المحيطات والبحار، وزوارقها الحربية الصغيرة تتحرش بحاملات الطائرات الأميركية في مياه الخليج!
يخبرنا كبير مستشاري المرشد خامنئي، قائد حرس الثورة السابق، اللواء يحيى رحيم صفوي أن بلاده تتجه «لإقامة حكومة إسلامية عالمية، لخلافة الهيمنة الأميركية، ومن ورائها الغربية في العالم».
نعم قال هذا الكلام، بكامل قواه العقلية، تصريحه هذا أتى بعد يومين من تصريح رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، قال فيه إن بلاده تخطط لتشييد قواعد عسكرية خارج إيران وذكر بالاسم دولتي سوريا واليمن.
تخيل! امتلاك البحار، قيادة العالم، إقامة الحكومة الإسلامية، ماذا عن ظهور المهدي، صاحب الزمان، كيف يكون دوره مع هذه الاستعدادات الخمينية العسكرية؟
أيضا لا ندري عن دور الحليف الروسي في هذه الصولة الإيرانية، هل سيكون شريكًا في «الخلافة» بمعايير الإسلام الخميني، أم تابعًا، أم خصمًا، أم ماذا؟
نقول ذلك مع تزايد المؤشرات على خلاف روسي إيراني في سوريا، لتضارب المصالح واختلاف الرؤى، وقد أثار الجنرال صفوي، في حديث قريب، الكلام عن «سرقة» روسيا القيصرية لأراض إيرانية، متحسرا على عجز دولة القاجار عن التصدي لروسيا، لأنها لم «تزرع روح الشهادة» لدى الشعب، وأشار تحديدا لمعاهدات مثل (كلستان) 1813.
المرشد خامنئي، دعا خلال استقباله كوادر القوة البحرية الإيرانية الأحد الماضي لتعزيز النفوذ الإيراني في المياه الدولية. وقال: «ينبغي أن تكون قدرة القوة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمستوى يليق بالنظام الإسلامي وعراقة هذا البلد».
ضع ذلك مع تشكيل عصابات الحوثي وأتباع صالح لحكومة يمنية جديدة، من تلقاء نفسيهما، تولى حقيبة النقل فيها حوثي عسكري، هو زكريا الشامي، والهدف كما يرى كثر هو تنسيق عمليات التهريب البري والبحري لصالح الحوثيين، عملاء «الخلافة الإيرانية».
أهل الخليج يعرفون هذه المخاطر، لذلك تم في 2014 الشروع في إنشاء هيئة بحرية خليجية مشتركة، وأجريت مناورات بحرية مهمة باسم (اتحاد 18) بالبحرين، مارس (آذار) الماضي.
بتقديري الشخصي، إيران – كعادة الدعاية الخمينية – تصرخ على طريقة أشقياء الحارة، دون امتلاك القدرات الحقيقية، لكنه صراخ ضار، يستدعي اليقظة التامة، بانتظار كيف سيتعامل ساكن البيت الأبيض الجديد مع انبعاث الإرهاب الخميني من جديد على فم هرمز، قرب الأساطيل الأميركية. بالمناسبة، لمثل هذه الأشياء، عاصفة الحزم ضرورة قصوى، للتذكير فقط!
أضف تعليق